ما هو تأثير «الذكاء الاصطناعي» عند إضافته للمناهج الدراسية؟

يشهد العالم في سنواته الأخيرة ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي، ظهرت آثارها في معظم مجالات الحياة، فيكاد لا يخلو مجال من توظيف تطبيقات هذا الذكاء الاصطناعي، في الطب والهندسة والتسليح والتصنيع والاستثمار وعلوم الفضاء والاتصال.


فالذكاء الاصطناعي سوف يصنع ثورة في التعليم بسبب كثرة فوائده وقدرته على زيادة كفاءة وفاعلية المعلمين إذا تم استخدامه بطريقة سليمة، لأن لديه القدرة على فهم المعلومات بشكل أفضل وزيادة وعيهم وثقافتهم وبالتالي إعداد كوادر طلابية تتناسب مع متطلبات سوق العمل؛ حيث إن لديه القدرة على توفير مجموعة واسعة من الفوائد للتعليم، من أهمها هي القدرة على تخصيص تجربة التعلم لكل طالب باستخدام الذكاء الاصطناعي، فيمكن للمعلمين تحليل بيانات أداء الطلاب وتفصيلاتهم لإنشاء خطط دروس وتقييمات مخصصة تتوافق مع نقاط القوة والضعف الفريدة لكل طالب، بالإضافة إلى ذلك يمكن لـ"الذكاء الاصطناعي" أتمتة المهام الإدارية مثل الدرجات؛ مما يوفر الوقت للمعلمين للتركيز على الجوانب المهمة الأخرى للتدريس.

فكرة التعليم الذكي


وبهذا الصدد، يوضح الدكتور حسن شحاتة، أستاذ طرق التدريس بجامعة عين شمس، أن فكرة التعليم الذكي تقوم على استخدام التقنيات المتقدمة في عصر الذكاء الاصطناعي، والتي يجب أن يستفيد منها التعليم وأنشطته وإمكانية محاكاة الإنسان للآلة والتي تستطيع أن تحاكمي الإنسان، مضيفًا إلى توظيف هذه الآلات من خلال تقديم أنشطة وامتحانات مناسبة.

إمكانيات متعددة
ولفت أستاذ طرق التدريس، إلى أن ذلك يتطلب استخدام إمكانيات متعددة وبناء برامج قائمة على الذكاء الاصطناعي لتقديم أساليب وأنشطة متنوعة والتواصل بين المعلم والمادة التعليمية من خلال شرح الربوت.


محو الأمية التكنولوجية


ومن جانبه، يقول الدكتور محمد عبد العزيز، أستاذ العلوم والتربية بكلية التربية جامعة عين شمس، لا شك في أن العالم يشهد طفرة تكنولوجية هائلة، وبالتالي في ضوء هذا التطور التكنولوجي الذي نعاصره، لا بد من أن يكون هناك تطوير بالمناهج التعليمية، خاصة في مراحل التعليم ما قبل الجامعي، وبالتالي لا بد من "محو الأمية التكنولوجية"، وذلك لأن أي طالب لو لم يكن ملمًا بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، واستخداماته، وأوجه الاستفادة منه سوف يكون هناك انفصال عن الواقع التكنولوجي، وبالتالي لا توجد منافسة ونجد الآن في تطوير التعليم يكون الخريج خريجًا منافسًا فبالتالي لا بد من أن  أجد له عملًا في الداخل أو الخارج.

ضرورة تضمين مناهج الذكاء الاصطناعي
وشدد عبد العزيز، على ضرورة تضمين مناهج الذكاء الاصطناعي؛ حيث نجد أن التوجه الحديث حاليا هو تضمين مفاهيم الذكاء الاصطناعي وكيفية الإلمام بمهارته.

إعداد تكنولوجي مسبق


ويرى أستاذ العلوم والتربية، أن ذلك لن يتم في مرحلة التعليم الإعدادي، ولكن يمكن أن يتم ذلك في المرحلة الثانوية، لأن هناك بعض المتطلبات المعينة منها:

"أن يكون هناك إعداد تكنولوجي مسبق للطالب وقد بدأ ذلك من فترة في نظام التعليم الحديث؛ حيث تم إدخال مادة "ict"، وهي مادة معتمدة على التكنولوجيا والتعليم والاتصالات والمهارات الخاصة بها وكانت هذه هي البداية ونجد هنا الطالب من خلال دراسته لمنهج "ict" سواء كان في المرحلة الابتدائية أو الإعدادية يكون ملم بهذه المهارات المختلفة".

الفصل بين مهارات التكنولوجيا وبين مهارات الذكاء الاصطناعي


وأكد عبد العزيز، على وجوب الفصل بين مهارات التكنولوجيا وبين مهارات الذكاء الاصطناعي، لأن الذكاء الاصطناعي به مجالات كثيرة جدًا،  محذرًا أن يكون التعامل معه بحذر شديد جدا لأن لو تم تضمينه في المناهج التعليمية يجب تجنب الأمور السلبية به على قدر الإمكان حتى نستطيع أن نتلاشى الاتجاهات السلبية التي يمكن أن تتضمنه.

 

معوقات تضمين مناهج الذكاء لاصطناعي

وأوضح، أن على قدر ضرورة تضمين المناهج التعليمية الذكاء الاصطناعي إلا أن هناك معوقات من الناحية المالية، لأن هذه التكنولوجيا والتطبيقات تعتمد على برامج سوفت وير ومواقع ويب سايت، وهذا يتطلب الاشتراك وهذا الأمر يمثل تكلفة باهظة، وهذا الأمر أحد معوقات التي تواجهنا بهذا الصدد، على الرغم من ضرورة تضمين هذه المناهج في الفترة القادمة.

 

أسئلة مطروحة
وأضاف، وعند إتمام هذه الخطوة لابد من أن يكون هناك خبراء متخصصون في تحديد ما هو المطلوب؟، وما هي المهارات المطلوبة؟،  وما هي نوعية البرامج التي ستستخدم؟، وهل تكون متاحة أم لا؟، وما هي تكلفتها؟،  هل هناك كوادر تعليمية مدربة حتى يستطيع تطبيق هذه المناهج بشكل عملي؟،  مضيفًا وأعتقد أن هذه المناهج سوف تمتد للتعليم الجامعي، لأنها أصبحت أحد الخيارات الهامة في كافة مجالات التعليم، فاليوم لا يوجد أي مجال تعليمي أو تخصص تعليمي إلا إذا كان سيدخل في الذكاء الاصطناعي سواء كان في جمع البيانات أو في معالجة البيانات أو في الاستنتاجات أو عمل أبحاث أو ما إلى ذلك.

مخاطر كبيرة
ولفت عبد العزيز إلى أن هذه المسألة بها مخاطر كبيرة؛ حيث من الضروري أن تكون المناهج معدّة بشكل صحيح، فضلا عن  وجود خبرات عالية في وضع المناهج،  عن طريق خبراء متخصصين، مشددًا على ضرورة وضع برامج تدريبية للمعلمين على أعلى مستوى مع توفير البنية التحتية لذلك حتى نستطيع القول بأننا نجاحنا.

تعليقات القراء