وسط لندن يشتعل.. اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة.. و54 دولة إفريقية تتحرك أمميا ضد عنف الشرطة على خلفية حادثة "فلويد"

الموجز

بينما حثّت الشرطة البريطانية الأشخاص الذين يخططون لحضور الاحتجاجات المناهضة للعنصرية والتجمعات المضادة لها السبت، على عدم المشاركة، مذّكرة بالتدابير الحكومية التي تحظر التجمعات خلال فيروس كورونا المستجد، اندلعت مواجهات بين متظاهرين والشرطة وسط العاصمة لندن.


في التفاصيل، قالت شرطة العاصمة إن متجاهلي نصحائها يجب أن يمتثلوا للشروط المفروضة على الحدثين، بما في ذلك البقاء في مناطق محددة منفصلة والمغادرة بحلول الساعة المقررة. حسبما نشر موقع "العربية-نت"

وجاءت التحذيرات مع تصاعد المخاوف بشأن تكرار أعمال التخريب والاشتباكات مع الشرطة التي حدثت نهاية الأسبوع الماضي، والعنف بين نشطاء "بلاك لايفز ماتر" (حياة السود تهمّ) والجماعات اليمينية المتطرفة.

إلا أن المحتجين خرجوا إلى التظاهر، ووقع اشتباك بينهم وبين والشرطة في ميدان الطرف الأغر في العاصمة البريطانية، جرى خلال ذلك إطلاق مفرقعات، ورشق زجاجات.

فقد نزل نحو ألف من نشطاء اليمين المتطرف إلى شوارع لندن متعهدين بحماية تماثيل لشخصيات تاريخية جرى استهدافها على هامش احتجاجات "حياة السود مهمة" (بلاك لايفز ماتر) في الأسابيع الماضية.

وذكر مراسلون لرويترز في موقع الحدث أن نحو 100 شاركوا في الاشتباكات في ميدان الطرف الأغر.

بدوره، أفاد قائد شرطة العاصمة باس جاويد في بيان "نطلب منكم عدم الحضور إلى لندن والسماح لأصواتكم بأن تُسمع بطرق أخرى".

وتابع "أتفهم تماما لماذا يريد الناس جعل أصواتهم مسموعة، لكن اتجاه الحكومة هو أننا نبقى في جائحة صحية ومطلوب من الناس عدم التجمع في مجموعات كبيرة"، مضيفاً: "من خلال المشاركة في الاحتجاجات، فإنك تعرض سلامتك وسلامة عائلتك أو أصدقائك للخطر".

يشار إلى أن بريطانيا كانت شهدت موجة من الاحتجاجات أثارتها وفاة جورج فلويد، الرجل الأميركي الأسمر خنقا على يد ضابط أميركي ضغط بركبته على عنقه في مينيابوليس خلال عملية توقيفه، ما أثار غضبًا في جميع أنحاء العالم.

وكانت غالبية الاحتجاجات سلمية، لكن المظاهرات التي جرت في لندن في نهاية الأسبوع الماضي تحولت في إلى أعمال عنف، بينما أطاحت الحشود في بريستول، جنوب غربي إنجلترا، بتمثال إدوارد كولسون وهو تاجر رقيق في القرن السابع عشر، وألقته في مياه المرفأ.

والجمعة، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون إن "المتطرفين اختطفوا" الاحتجاجات، فيما انتقد استهداف التماثيل ووصفها بأنه أمر "سخيف ومخز"، وحثّ الناس أيضا على عدم التجمع.


إلى ذلك، أزالت السلطات المعنية العديد من النصب التذكارية في وسط لندن كإجراء احترازي قبل احتجاجات السبت، بما في ذلك تمثال للزعيم البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل، الذي تم تشويهه بكلمة "عنصرية" في نهاية الأسبوع الماضي، وضريح "سينوتاف" لضحايا الحرب العالمية الأولى.

فيما علّق حفيد تشرشل النائب المحافظ السابق نيكولاس سواميس على ما حدث قائلا: "إن مجموعة صغيرة للغاية وهمجية للغاية من الأشخاص" مسؤولة عن التخريب.

وطالبت 54 دولة إفريقية برسالة عاجلة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بمناقشة عنف الشرطة ضد ذوي البشرة السوداء في جميع أنحاء العالم، على خلفية مقتل جورج فلويد في أمريكا.

ودعت الدول الإفريقية في رسالتها أيضا إلى مناقشة قضية "إفلات عناصر الشرطة من العقاب" وحصانتهم من المساءلة القانونية. حسبما نشر موقع "روسيا اليوم".

وكتب سفير بوركينا فاسو لدى الأمم المتحدة في جنيف الرسالة نيابة عن 54 دولة إفريقية، طالبا من أعلى هيئة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة "مناقشة عاجلة" حول "انتهاكات حقوق الإنسان المستوحاة من العنصرية، ووحشية الشرطة ضد السكان المنحدرين من أصل إفريقي واستخدام العنف ضدهم وضد الاحتجاجات السلمية التي تدعو إلى وقف هذه المظالم".

وتطلب الرسالة عقد جلسة مناقشة عاجلة الأسبوع المقبل، عند بدء الدورة الثالثة والأربعين للمجلس، بعد توقفها بسبب جائحة "كوفيد 19".

ويأتي النداء بعد أن قامت عائلة فلويد وأقارب ضحايا وحشية الشرطة الآخرين ، ونحو 600 منظمة غير حكومية بحث المجلس على معالجة قضية العنصرية المنهجية وعنف الشرطة على وجه السرعة.

وبحسب الصحيفة، لكي ينظر المجلس في هذا الطلب، يجب دعمه من قبل دولة واحدة على الأقل.

وصرح متحدث باسم مجلس حقوق الإنسان لوكالة "فرانس برس" أنه مع وصول مطالبات من مجموعة كبيرة من الدول، فإن "فرصة حدوثها كبيرة".

تعليقات القراء