«رغم أن الميدان كان أرضا مكشوفة» .. ماذا فعلت الصاعقة المصرية لإبادة 24 دبابة إسرائيلية بصواريخ الآر بي جي في «كمين رمانة» .. «احتدم القتال ليصبح وجها لوجه»

الموجز    

*ما إن وصلت القوة الرئيسية لعدوها الإسرائيلي بدأ قصف أول وآخر دبابة في الطابور العابر للكتيبة الإسرائيلية بقنابل آر بي جي.

*قال العقيد حاتم صابر إنها أبيدت "إبادة كاملة".

*ست طائرات هليكوبتر ميل مي-8 تحمل 100 جندي وضابط بقوة سرية في الإبرار بالقرب من رمانة دون خسائر.

إن قوات مصر حققت انتصارات ميدانية لامعة خلال حرب أكتوبر 1973، من بينها الكمين الذي نصبته قوات الصاعقة في معركة "كمين رمانة" لكتيبة من الدبابات الإسرائيلية وذلك وفق العقيد حاتم صابر في تصريحاته لقناة دي ام سي في أحد اللقاءات عن حرب أكتوبر.

وأوضح الضابط المصري حاتم صابر، أن "قوات الصاعقة بقيادة العميد حمدي شلبي دمرت في يوم 7 أكتوبر 24 دبابة للعدو في معركة واحدة وفي ظرف ساعات قبل انسحابها للقيام بمهام أخرى.

وأنجزت قوات الصاعقة مهمتها بقدرات تمويهية مثيرة فاجأت عدوها الإسرائيلي الذي لم يرصد أي مؤشر على وجود كمين مصري يترصده في منطقة عبور كتيبته، رغم أن الميدان كان أرضا مكشوفة".

وأضاف الضابط المصري أن "قوات الصاعقة المتخفية تركت 3 دبابات إسرائيلية تمر، وما إن وصلت القوة الرئيسية لعدوها الإسرائيلي بدأ قصف أول وآخر دبابة في الطابور العابر للكتيبة الإسرائيلية بقنابل آر بي جي، واحتدم القتال ليصبح وجها لوجه".

في الليلة ذاتها، انسحبت القوات المصرية إلى موقع آخر بعد تكبيدها القوات الإسرائيلية خسائر فادحة حيث قال العقيد حاتم صابر إنها أبيدت "إبادة كاملة".

ما ذكرته ويكيبيديا عن المعركة

كمين رمانة هو كمين وقعت فيه الفرقة 162 مدرع من قوات الاحتياطي التعبوي الإسرائيلي شمال سيناء بالقرب من رمانة في اليوم التالي من حرب أكتوبر، حيث نصبت عناصر من الكتيبة 73 صاعقة مسلحة بأسلحة مضادة للدبابات كميناً لمنع قوات الاحتياط الإسرائيلية من التقدم نحو رؤوس الكباري المصرية المقامة على قناة السويس بهدف تعطيلها لحين اكتمال عبور القوات المصرية، نجح الكمين في تعطيل القوات المدرعة الإسرائيلية لكن مع خسارة قوة الصاعقة المصرية لمعظم أفرادها في معركة غير متكافئة.

لأجل ضمان نجاح عملية العبور المصري للضفة الشرقية لقناة السويس، فكرت القيادة المصرية في دفع مجموعات من الصاعقة المصرية بهدف تعطيل قوات الاحتياط الإسرائيلية على المحور الشمالي والأوسط والجنوبي لسيناء من الوصول إلى قناة السويس. ومع نهاية الضربة الجوية المصرية انطلقت مجموعات الصاعقة محمولة على طائرات هليكوبتر نحو المحاور بدون غطاء جوي يحميها نظراً لإلغاء الضربة الجوية الثانية ونتيجة ذلك تعرض أغلبها للاعتراض من جانب الطائرات الإسرائيلية وسقط العديد منها خاصة في المحور الجنوبي.

وفي المحور الشمالي نجحت مجموعة الصاعقة المؤلفة من ست طائرات هليكوبتر ميل مي-8 تحمل 100 جندي وضابط بقوة سرية في الإبرار بالقرب من رمانة دون خسائر، تحت قيادة النقيب حمدي شلبي، كانت التعليمات لمجموعة الصاعقة بمنع تقدم العدو لمدة 10 إلى 12 ساعة من السادسة مساءً حتى السادسة صباح اليوم التالي، السابع من أكتوبر، لضمان فتح الثغرات في الساتر الترابى وعبور القوات المدرعات والدبابات.

في الساعة الخامسة صباحاً، مرت الكتيبة 113 (بقيادة العقيد عساف ياجوري) بالقرب من الكمين المصري دون أن يتعرض لها أفراده واستمرت في التحرك غرباً. في الساعة 5:30 وصلت الكتيبة الثانية، الكتيبة 142 (بقيادة الملازم ناثان فيرام)، وبدأت تتقدم ناحية الكمين، فتح أفراد الكمين النار عليها. في بداية الهجوم، أصيبت دبابتان، مدرعة نصف جنزير، شاحنة وغيرها من معدات الكتيبة.

في تلك الأثناء وصلت الكتيبة 113 إلى بالوظة، حيث قرر قائدها إلى الالتفاف والعودة إلى منطقة الكمين والقضاء عليه. إلا أن قائد الفرقة 162 أبراهام أدان عارض الأمر عندما سمع به على خطوط الاتصال. فقد اعتقد أنه بتلك الطريقة سيحقق المصريون هدفهم - منع قوات الاحتياط الإسرائيلية من الوصول إلى الجبهة. ومن وجهة نظره، رأى أن هناك مجالاً لترك الكمين لقوات الفرقة التي تقترب من موقع المعركة من جهة الشرق، لكن بعد شرح أبعاد الكمين له، قرر عدم معارضة نير.

في حوالي الساعة 6:30 هاجمت الكتيبة 113، التي كانت لا تزال في طور الإعداد، بقوة 10 دبابات ومدرعة نصف جنزير، الكمين دون مساعدة المدفعية. لكن في بداية الهجوم أُصيبت العديد من الدبابات وقتل 7 جنود (من بينهم قائد الكتيبة وضابط عمليات الكتيبة) كما أصيب 12 جندياً. قاتل جنود الصاعقة المصريين جيداً وأطلقوا العديد من الأسلحة المضادة للدروع. في هذه المرحلة، قرر قائد الكتيبة عساف ياجوري استعادة السيطرة. نظراً لأن دبابات اللواء 217 واجهت صعوبة في المناورة في الكثبان العميقة في منطقة الكمين، طلب العقيد ناثان نير تعزيزات من المشاة. إلا أن جنود المشاة الميكانيكية للفرقة لم يكونوا قد صلوا إلى الجبهة بعد. لذلك، أرسل قائد الفرقة أبراهام أدان إلى نير فريقين من وحدة شاكيد، الذين وصلا محمولين على ثمانية مدرعات نصف جنزير، بعد أن قابلهم بالصدفة بالقرب من مقر قيادة فرع الجيش الإسرائيلي الشمالي في بالوظة. استمرت المعركة مع سرية الصاعقة المصرية لمدة ثلاث ساعات، كان الطريق خلالها مغلقاً وقد ساعد جنود المشاة من وحدة شاكيد في القضاء على الكمين.

طبقاً للمصادر المصرية فقد انسحب 15 جندياً المتبقين من أفراد الكمين المصري بقيادة النقيب حمدي شلبي بعد نفاذ ذخيرتهم بعدما نجحوا في إغلاق الطريق لمدة 48 ساعة بدلاً من 6 ساعات.

بعد نهاية المعركة، خسرت القوة المصرية حوالي 70 جندياً سقطوا في نطاق الكمين. قام القائد (نقيب حمدي شلبي) بتوزيع القوة المتبقية إلى ثلاث مجموعات تسير خلال مواقع العدو ليلًا وتختفى نهارًا.استمر السير في سهل الطينة حتى التقت السرية بسلاح المشاة من المصريين وهتف الجميع: «الله أكبر.. الله أكبر».. وتم نقل الأفراد بواسطة القوارب إلى غرب القناة وانضممهم إلى وحدات الصاعقة لاستعادة الكفاءة وتنفيذ أى مهام أخرى. أما الجانب الإسرائيلي فقد خسر 10 قتلى وجرح له أكثر من 20، كما أن المصادر المصرية تذكر ضمن خسائر الجانب الإسرائيلي، إصابة 18 دبابة ومدرعتين نصف جنزير.

قيّم الجنرال أدان قائد الفرقة الكمين المصري على أنه ناجح. ومع ذلك، فشل الكمين في النهاية في تعطيل وصول الفرقة 162 إلى الجبهة بشكل كبير، حيث وجهت الفرقة قواتها المتبقية لتتحرك غرباً عبر محور المرور الموازي الذي يمر عبر منطقة رمانة جنوباً.

أُصيبت الكتيبة 113 من اللواء 217 بخسائر كبيرة في اليوم التالي كجزء من خطة الهجوم المضاد الفاشل للجيش الإسرائيلي في سيناء وسقط قائدها عساف ياجوري في الأسر.

تعليقات القراء