صديق محمد عيد ضحية "قطار طنطا": كان شاب مجتهد وبيجرى على لقمة العيش

 

كانت الأجواء عاديّة، في مُنتصف ليل الإثنين، «قطار رقم ٩٣٤ الإسكندرية، الأقصر»، مر «كمسري» القطار على الركاب، فوقف أمام اثنين، طلب منهم التذاكر، لم يجدها، فطلب منهم دفع الغرامة، لكنهما لم يكُن معهما سوى جنيهات قليلة، فأجبرهم «الكمسري» بالنزول.

صديق الضحية

"كان رايح أكل عيشه.. أصله بيسافر أي مكان فيه رزق حلال".. بهذه الكلمات بدأ عامر جمال صديق ضحية "حادثة قطار طنطا"، حديثه لـ"الوطن"، بنبرات يغلب عليها الحزن والغضب من فقدانه صديق عمره الذي سقط تحت عجلات القطار بعد أن قفز منه وهو يسير وبالتحديد في منطقة دفرة التابعة لمحافظة الغربية، كرد فعل يراه عامر غير منصف على عدم امتلاك صديقه لثمن التذكرة.

قبل أن يستقل محمد عيد القطار من الإسكندرية تحدث إلى عامر ليحكي له كيف أن سوء الأحوال الجوية أضاعت منه فرصة الترويج لبضاعته التي يصنعها بيده، فقد اعتاد الشاب العشريني على عمل ميداليات تحمل أسماء مقتنيها أو ما يشاء، ويحكي عامر "يعمل إيه أكتر من إنه بيعمل حاجات مميزة ويشتغلها ويسافر يلف يبيعها سواء في إسكندرية ولا الصعيد ولا طنطا"، متابعا أنه قرر العودة دون أن يجني ما يساعده على العودة "بعد ما المطر بهدلت بضاعته"، وخلال المكالمة الأخيرة التي حدث أمس ليلا وعده عيد بأن يتقابلا بمجرد وصوله "هركب وجاي".

ويروي عامر غير مصدق ما حدث، وقد عكف على نشر قضية صديقه منذ علم عنها اليوم في الصباح الباكر، من خلال نشر كل فيديو يصل إليه على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "كان يسلمه المحطة اللي بعدها للشرطة.. هو إحنا مش بني آدمين علشان يطلب منه يرمي نفسه من قطر ديزل ومش همه إنه توسل إليه وبرضه أصر وقاله انزل مش شغلانتي".

بمجرد أن عرف عامر عن الواقعة سافر إلى طنطا مع شقيقي ضحية حادث قطار طنطا، للبدء في إجراءات الجنازة والحصول على جثة رفيق دربه من طنطا، لكن الأمر لم يصل حتى الآن إلى والدته "مش عارفين نقولها إيه ولا نقولها إزاي"، مضيفا: "محمد كان نفسه يعيش مرضي بالحلال بس ما كانش عارف يرجع إزاي وهو مش معاه فلوس خالص.. محترم وكل الناس تعرف عنه كدة وكان دايما يحب يرضي أمه".

كيف بدأت الواقعة؟

مساء الأحد، داخل قطار رقم «٩٣٤»، أجبر الكمسري «م.ه» شابين، بائعين جائلين، وفقًا لتحريات النيابة، ويُدعى أحدهما «م.ع»، 23 سنة، من شبرا الخيمة، والآخر «أ.م.ع»، 25 سنة، من الشرابية، على إلقاء جسديهما من القطار، نظرًا لعدم امتلاكهما «غرامة عدم امتلاك تذكرة».

ظلّت الواقعة غامضة، وسط انتشار فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لآثار الواقعة داخل القطار، إلى أن تلّقت مباحث السكة الحديد بطنطا، الاثنين، من إلقاء القبض على كمسري القطار، لأنهُ «أجبر بائعين على إلقاء نفسهما من القطار، أثناء سيره بسرعة، لعدم دفعهما الأجرة أو تحملهما تذاكر بالغرامة، ما تسبّب في مصرع أحدهما وإصابة الآخر».

نطاق قرية «دفرة»، التابعة لمركز طنطا، تمدّد جسد الشابين، لا حول لهما ولا قوة، إلى أن عثر عليهم أهالي القرية، لم يعلم الأهالي ما حدث داخل عربات القطار، لكنهم شعروا بواجب «إنقاذ المُصاب»، فأبلغوا الشرطة.

تحرّر محضر بالواقعة، الأمر الذي استدعى تحرك مديرية أمن الغربية، وتم نقل الشابين إلى أقرب مستشفى.

شهود عيان

داخل نطاق قرية دفرة، قال شهود عيان، وفقًا للفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي: «الكمسري فتح الباب وقال للشابين انزلوا، شاب قاله (حانزل ازاي؟)، الكمسري أجبرهم يرموا نفسهم، واحد نط راح بعيد، والتاني نزل تحت القطر»، بينما قال شاهد آخر على الواقعة أن الشابين ألقوا بجسديهما بسبب «الكمسري»، متعجبًا مما حدث: «تقتل بني آدم عشان 70 جنيه؟!». وأضاف شاهد العيان، أن الكمسري قال له «لو مش معاك فلوس انزل». حسبما ذكر موقع "المصري اليوم".

 

تعليقات القراء