"ينظرون للموت بأعينهم".. جيش أبيض منهك "يقارع" وباء قاتل ليس له علاج حتى الآن

الموجز

مع تخطي تعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد حاجز المليون، يسعى العالم جاهدا لوقف تفشي الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 59 ألف شخص حول العالم.

وتتسابق دول العالم لإيجاد علاج للوباء الذي تعافى منه أكثر من 230 ألف شخص، كما أنها تحرص على تغيير استراتيجياتها الرامية لوقف تفشي المرض، وذلك بتعديل إجراءاتها الاحترازية وفق المتغيرات.

مع ازدياد عدد المصابين بفيروس كورونا إلى أكثر من 1.1 مليون شخص حول العالم، برزت إلى الواجهة بشكل أعمق أزمة نقص المعدات لدى الطواقم الطبية في العديد من البلدان التي داهمها الوباء.

إذ تعاني أنظمة الرعاية الصحية من الإجهاد تحت ضغط تدفق المرضى وقلة المعدات الطبية المهمة في تلك المعركة ضد "عدو غير مرئي"

ويثير نقص أجهزة التنفس الصناعي وكذلك الأقنعة الواقية والقفازات، مخاوف متزايدة بشأن تعرض الطواقم الطبيبة أو "الجيش الأبيض" كما يطلق عليه في عدة بلدان للخطر. حسبما نشر موقع "العربية-نت".

وقد سجلت كل من إيطاليا وإسبانيا، الدولتان الأكثر تضرراً في أوروبا، نسبة عالية من الإصابات بين العاملين في مجال الرعاية الصحية.

فعند الحديث عن معاناة الأطباء والمستشفيات غالبت الدموع رئيس نقابة المستشفيات في إيطاليا.

"ينظرون للموت بأعينهم"

وبصوت متقطع حاول كارلو باليرمو، مغالبة دموعه متحدثاً للصحفيين في روما عن المخاطر الجسدية والصدمات النفسية التي يسببها التفشي، مشيرًا إلى تقارير تفيد بانتحار ممرضتين.

وقال: "أستطيع أن أفهم أولئك الذين ينظرون للموت بأعينهم كل يوم، الذين هم على الخطوط الأمامية، الذين يعملون مع شخص ربما يكونا مصابا، ثم بعد بضعة أيام تراه في وحدة العناية المركزة أو يموت ... حالة إجهاد لا توصف. لا تطاق".

ففي إيطاليا، أصيب أكثر من 11 ألف من العاملين الطبيين - أقل بقليل من 10٪ من إجمالي الإصابات الرسمي - وتوفي حوالي 73 طبيبًا، وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة ورابطة الأطباء، التي ترصد عدد القتلى.

ولم يكن جميع الأطباء الضحايا يعملون في المستشفيات، بل إن العديد منهم كانوا من خارج المستشفى كأطباء الأسنان، ويعتقد أنهم تعرضوا للإصابة بسبب انتقال الفيروس عبر قطرات الجهاز التنفسي.

وتيرة أسرع في إسبانيا

أما في إسبانيا، فيصاب العاملون في مجال الصحة بفيروس كوفيد -19 بمعدل أسرع من أي دولة أخرى، مع حوالي 15٪ من إجمالي الحالات التي بلغ عددها حوالي 125 ألف حالة من الأطباء والممرضات وغيرهم من الموظفين الطبيين.

وتعرض العاملون في مجال الصحة في البلاد للعدوى بسبب نقص الإمدادات الطبية، حيث تم إجبار ممرضات وأطباء في بعض الأحيان على إصلاح بدلات الحماية المؤقتة باستخدام البلاستيك مثل أكياس القمامة.

بعد تعطل خطوط الشحن التجارية، بدأت الحكومة تنقل المنتجات الطبية جوا من موردين في الصين على طائرات شحن عسكرية.

كما ساعدت شركات إسبانية خاصة من خلال استئجار طائرات لشحن الإمدادات.

في الوقت نفسه، تحول جزء من الصناعة المحلية إلى إنتاج الأقنعة والملابس وأجهزة التنفس لوحدات العناية المركزة المزدحمة.

يشار إلى أنه في جميع أنحاء العالم، ارتفعت الإصابات المؤكدة إلى أكثر من 1.1 مليون شخص وتجاوزت الوفيات 60 ألفا، وفقًا لإحصاء لجامعة جونز هوبكنز.

إلا أن الخبراء يرجحون أن الرقمين أقل من الواقع الحقيقي بكثير بسبب نقص الاختبارات والحالات الخفيفة التي التغاضي عنها والحكومات التي تقلل من أهمية الأزمة.

إصابة 15 من الطاقم الطبي ووفاة طبيب

أعلنت نقابة أطباء مصر، ليل الجمعة، إصابة 15من الطاقم الطبي بمعهد الأورام في القاهرة بفيروس كورونا المستجد.

وذكر مصدر مسؤول في النقابة لـ"العربية.نت" أن التحاليل أكدت إصابة 15 من الطاقم الطبي بمعهد الأورام بالقاهرة بفيروس كورونا، مضيفا أن المصابين 4 أطباء و11 من طاقم التمريض.

من جانبها، أرسلت النقابة خطابا رسميا إلى وزارة الصحة، تطلب معرفة بيانات جميع الأطباء المصابين بفيروس كورونا، تمهيدًا للتواصل مع أسرهم وعائلاتهم، وتسهيل وتقديم الخدمات لهم.

إغلاق المعهد

ولاحقاً، أعلن مدير المعهد القومي للأورام في مصر، الدكتور حاتم أبو القاسم، غلقه، قائلاً في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "الحكاية" المُذاع عبر "MBC مصر"، مساء الجمعة، إن المعهد سيتم غلقه حتى اليوم السبت، أمام المرضى لتطهيره وتعقيمه.

ويوم الاثنين الماضي، توفي أول طبيب في مصر بفيروس كورونا وهو الدكتور أحمد اللواح أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية بكلية الطب جامعة الأزهر، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، كما أصيب الدكتور أحمد عبد الله استشاري الأمراض الصدرية بدمياط بكورونا، وتعافى من الفيروس بعد قضائه فترة في مستشفى العزل بأبو خليفة في الإسماعيلية.

وكانت وزارة الصحة المصرية أعلنت، الجمعة، ارتفاع حالات الإصابة بكورونا إلى 985 حالة بعد تسجيل 120 حالة إيجابية جديدة لفيروس كورونا، وارتفاع عدد الوفيات إلى 66 بعد تسجيل 8 حالات وفاة.

تعليقات القراء