محمد يسري سلامة: حول قضية (الفيلم المسيء!)

 

من العجيب أن ينشر كثير من الناس روابط لأحد الأفلام الساقطة التي هدفها الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحجة أنهم غاضبون ومستاؤون من هذا الأمر، وأود هنا التنبيه على ما يلي:

1- لم يسلم رسول أو نبي تقريبا من إساءات أو إهانات سواء في حياتهم أو بعد مماتهم صلوات ربي وتسليماته عليهم أجمعين، وما ضر ذلك إلا أصحابه ومن جاء به من شياطين الإنس.

2- نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ناله من هذا الأذى القسط الوافر منذ ما يزيد على ألف وأربعمائة عام إلى يوم الناس هذا، ومن تأمل الكتابات الأوربية على مدار تلك القرون وجد أضعاف أضعاف ذلك مما يشيب له الولدان من الكذب والافتراء والبهتان، ولكن لا يقال إن هذا يسيء للرسول، لأن لا شيء ولا أحد قادر على الإساءة للرسول ولا لدينه، هو أعظم وأكبر وأجل من كل هذا التطاول بحيث لا يمسه أصلا، ولا يزري إلا بمن أتى به ولا يسيء إلا إليه ولا يزيده إلا عذابا في دنياه وآخرته.

3- إننا إذا تتبعنا مثل هذه الأشياء الساقطة من روايات وأفلام وروسومات وغير ذلك في زماننا هذا لوجدنا من ذلك الجم الغفير، نظرا للموجة العاتية من الإسلاموفوبيا والعداء للإسلام ونبيه التي لا تخفى على كل ذي عينين، من الأسف اننا نساهم في نشر هذه القاذورات بأن نوليها اهتماما وكأنه تساوي شيئا، أي شيء.

4- إن نشر هذه القاذورات وإطلاع الناس عليها (من باب الغضب والإنكار) هو من باب إشاعة الفاحشة حتى لو كان من غير قصد، وإثم ذلك عظيم شديد، والصواب تجاهلها وإبقائها في غياهب النسيان الذي يليق بها قدر الإمكان.

5- لا ننسى في هذا الصدد قضية المدعو سلمان رشدي وروايته (آيات شيطانية)، والتي كان مكانها صندوق النفايات حتى أصدر الخميني فتواه الشهيرة بحل دمه، فصار للرواية وصاحبها من الشهرة ما لم يكن يحلم به، وذلك كله من أجل تحقيق هدف سياسي يتمثل في إظهار الخميني ودولته وكأنهما حامي حمى الإسلام والمدافع عنه والمنافح، فليس اسوأ من استغلال هذه الحقارات من أجل أهداف وقتية أو للتغطية والتعمية على أشياء معينة، واللبيب بالإشارة يفهم.

 

 

تعليقات القراء