هند جمعة تكتب: أيها الأطفال: تزوّجوا فى التاسعة خيرًا لكم!

بجُملة ما تفرزه العقلية المتحجرة التي يتزايد حاملوها فى مصرنا المحروسة هذه الأيام، سمعنا الدعاوى التي تنادي بإباحة زواج الأطفال (أقصد البنات) فى سن التاسعة!

 

وإذا تجرأ أي شخص وقال: "كيف تزوجوا الأطفال فى هذا العمر؟" يرد عليه ألف متأسلم ويقول: "هكذا تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة" لتصمت بعدها الأفواه تماما وتقول آمين!

 

والمضحك فى مجتمعنا المصاب بالاسكيزوفرنيا، والمنغرس فى الوهم العظيم، أنه لا يعلم -أو يدّعي أنه لا يعلم- أن أغلب بناتنا فى الأرياف والصعيد، خاصة الفقراء منهن، يتم بيعهن فى هذه السن لأغنياء الخليج الستينيين، فهذا بالطبع أرخص لهم من تأجير عاملة فلبينية أو أندونسية، يعني حاجة ببلاش كده، وفى الحلال برضه يا عم شيخ!

 

أما المبكي فهو صدور فتاوى لإباحة بل وتجميل هذا الشذوذ الفكرى والجسدي من مُدّعي الدين، ممن يطلق عليهم لقب "شيوخ"، اللقب الذي كانت له هيبته ومكانته فى الماضي، ثم أصبح لقبا مفضلا لكل مريض نفسى، يحاول أن يوهمنا ويُسكتنا بكلمة فتوى وكلمة دين، حتى يخرس قلوبنا وعقولنا معاً!

 

ويتناسى الشيوخ ما تنقله كتب التاريخ الموثوقة بالبراهين والتواريخ التي لا يمكن التشكك فيها، أن السيدة عائشة لم تكن فى التاسعة عندما دخل بها الرسول صلى الله عليه وسلم، بل على الأرجح بين الخامسة عشرة والسابعة عشرة، وهي سن مناسبة للزواج فى هذه الفترة وتلك المجتمعات البدوية.

 

ولكن السؤل هنا: لماذا الإصرار العجيب على إلصاق هذا الموقف غير السوي بالرسول صلى الله عليه وسلم من الذين يحاولون إقناع العالم فى كل موقف عبيط أنهم أحبّاء الرسول وأنصار الرسول ومقاتلو الرسول والمدافعون عنه حتى الموت؟!

 

أليس أولى لهم بدلا من قتل شخص لأنه يحمل جنسية بلد قام أحد أبنائها بعمل فيلم مسيء للرسول، أن ينشروا على الملأ وبكل اللغات حقيقة هذا الرسول الفذ بالأدلة التاريخية التي بين أيديهم؟ وأن يقاتلوا الفكر بالفكر لرفع هذه الشبهات عن نبي الرحمة؟!

 

إن هذا الذى يقوم به هؤلاء المتأسلمون، لا مبرر له، سوى أنه رغبة شيطانية خفية فى قلوبهم للإساءة لرسولهم أكثر مما يمكن أن يفعل أعداؤه وهم كُثر!

 

وبما أننا نعيش الآن زمن هؤلاء الشيوخ، فأحب أن أخاطب أطفال مصر باسم شيوخنا الأعزاء، وأقول لهم: يا أيها الأطفال فى كل مكان، تزوّجوا فى التاسعة من عمركم ممن يكبرنكم بأربعين أو خمسين عاماً، وعيشوا طفولتكم فى قهر وشذوذ حتى يقضى الله أمره، وقولوا هذا نصيبنا!

 

يا أيها الآباء: زوّجوا أطفالكم فى التاسعة، استمتعوا بمراقبة شذوذ شيوخ الخليج مع أطفالكم، دافعوا عن الدين والسنّة، ارفعوا أيديكم وأعينكم أمام جهّال الدين الذين يلومونكم وقولوا بكل فخر هكذا فعل رسولنا (بالكذب) وإنا على آثاره لمهتدون، اكذبوا على أنفسكم حتى تصدّقوا كذبتكم، لكن اعلموا أنكم لن تكذبوا على الله ولن يشفع لكم رسوله صلى الله عليه وسلم فيما كذبتم به. 

تعليقات القراء