هالة منير بدير تكتب: ملاحظات من معمل الثورة

للأسف في معمل الثورة تعددت التفاعلات الفيزيائية والكيميائية والتي لم نفهم منها سوى أن بوتقة الثورة لازلت تغلي على نارهادئة تقذف الخرطوش ولا ينتج عنها سوى الغازات المسيلة للدموع و تتلوَّن محتوياتها بدماء الشهداء ، مع بعض هذه الملاحظات التي تنتظر الاستنتاجات و منها :-

-         الاستجابة لنداء المشير بعدم السكوت : وصف الجميع قتلة القذافي بآكلي لحوم البشر ، ولكني أحسدهم الآن فقد أخذوا حقهم مبكراً دون الدخول في المسرحيات الهزلية التي نحياها الآن لرموز النظام السابق .. وهكذا أتمنى أن يُفعل الآن بالقتلة هكذا خصوصاً بعد تصريح المشير بأن الشعب لا يجب أن يجلس ولا يجب أن يسكت .. بشرى يا سيادة المشير لقد نزل شعب بورسعيد للانتقام من رجل الأعمال المتورط في مذبحة الألتراس وكسروا محله قصاصاً لدم الشهداء بعد ما قام أهل قرية في محافظة الشرقية بالانتقام  من البلطجيَّيْن الذين قتلا ابن بلدتهم وتعليقهما على عامود النور !! ..

 

-         وقفات التضامن مع الثورة : في شتى بقاع العالم وقف المصريون المغتربون في لهيب الشمس وتحت المطر وفوق الثلوج في درجات التجمد رافعين أعلام الوطن رددت حناجرهم بسقوط حسني مبارك ونظامه ومازالت تردد بسقوط المجلس العسكري وحكم العسكر وتنادي بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية لبني وطنهم الذي تركوه مُكرهين .. ولكن يُستثنى من تلك البقاع بلاد الخليج بِحَرِّها وشمسها ، فلم تشهد الشمس هناك علم مصر مرفوعاً بأيدي المقيمين المصريين في الدول الخليجية وخاصةً السعودية حين فرحوا بخلع الرئيس المخلوع ولا تضامناً مع المصريين في استكمال ثورتهم الآن ضد قمع المجلس العسكري بعد ما كان مسموحاً للمصريين بالخروج بمسيرات بالآلاف للاحتفال حين كان يفوز المنتخب المصري في مباراة كرة قدم !!

 

 

-         صياغة الدستور: قالوا الدستور يمكن صياغته في أسبوع وهناك من قال في شهر ومن قال في ثلاثة أشهر لكن بعد مضي عام كامل أشك أن يصاغ هذا الدستور قريباً ، أممكن أن يُصاغ في السر حتى لا يُحسد أكثر من ذلك ؟! ..

 

-         أحمد شفيق وترشحة لرئاسة الجمهورية : هل نَسِي أحمد شفيق أنه مساءلاً عن موقعة الجمل ومعه وزير الداخلية محمود وجدي ؟؟ هل نسي عصام شرف ووزير الداخلية منصور العيسوي أنهم المسئولون عن أحداث محمد محمود وماسبيرو ؟؟ هل سينسى الجنزوري ووزير الداخلية محمد إبراهيم أنهم المسئولون عن أحداث مجلس الوزراء وموقعة الألتراس في بورسعيد والله لطيف بما هو قادم ؟؟..

 

 

-         المياه الملونة : حمل الثوار الهم في استخدام خراطيم المياه ضدهم في المظاهرات في ظل البرد الشديد الذي يجتاح مصر ولكن الداخلية الرحيمة رحمتهم من نزلات البرد والإنفلونزا فاستخدمت الخرطوش والغاز المسيل للدموع مباشرةً !!

 

-         مخطط حرق مصر : أشاع المجلس العسكري أن هناك مخططاً لحرق مصر في ذكرى 25 يناير ولكن ما اتضح أن المخطط كان لحرق قلوب المصريين في ذكرى موقعة الجمل على فلذات أكبادهم بقتل المزيد من زينة زهور شباب هذه البلد وحرق قلوبهم لرؤية بلدهم تنحدر للمجهول !! ..

 

 

-         براءة قناة الجزيرة : لم نعد نسمع أن الجزيرة وقطر هما اللتان وراء إسقاط مصر فبقدرة قادر نسياها المخونون لتنتقل عملية التخوين وتحميل حقيبة الأجندات الخارجية لإعلام الفضائيات المصرية بقيادة ساويرس وأحمد بهجت ويسري فودة وريم ماجد ومنى الشاذلي !!

 

-         غباء التخطيط : في كل مرة استخدام نفس الأسلوب ، بدايةً باستفزاز المعتصمين ثم إسقاط شهداء بالعشرات ومصابين بالمئات ثم محاولة لفت الأنظار عن كارثة إسالة الدماء بحرق مؤسسات الدولة لنسبها للمتظاهرين واستخدام البلطجية دون التنبيه عليهم بأن يغيروا ثيابهم عندما يقوموا بالتخريب في أكثر من موقع ثم التنصل والتنكر ونسبها للهو الخفي والطرف الثالث بعدما أنسونا كلمة الفلول !!

 

 

- البرادعي : يبقى البرادعي هو الدرجة التي صعد عليها الجميع وهو الكتف الذي استند عليها من هم في مجلس الشعب الآن ثم ينطلق بكري كالمدفع ليخوِّنه ويتهمه بالعمالة لأمريكا يبقى في حاجة غلط .. خاصة عندما لا يجد دفاعاً من الكتاتني الذي كان يجلس معه ويشاركه في اجتماعاته في عز الثورة كما فعل الجميع ولكن يظل الفارق أن الأخوان المحظورين سابقاً هم المستفيدون من المجلس والآن يريدون إقرار قانون يبيح للداخلية استخدام القوة ضد المتظاهرين .. أعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه .. فعلاً هم فاقدي رحمة لأنهم لم يروها في ظل النظام السابق لكن رحمة الله موجودة ..

 

 

-         السباب والألفاظ الخارجة : من مساوئ تلك الثورة على رأي حزب الكنبة ومجانين العباسية والأغلبية الصامتة غير طبعاً أنها وقفت صاروخ الإنتاج وخربت اليابان والكلام الذي يفطر القلب هذا أن الشخص أصبح أقرب إلى استخدام الألفاظ البذيئة الخارجة وكأنها ليست بذيئة وخارجة !!

 

-         قصاص القتلة : الكافر حين يخرج عن الحد ويخطئ فهذا طبيعي فليس لديه رب يخشاه ويخافه ويتقيه ، ولكن ما ينسبون لدين ويؤمنون بوجود رب من المفترض أن الخوف من عقاب ربهم هو رادعهم ومانعهم ، فمن أين أتى لصوص النظام بالقوة والجبروت وتخطي الحدود في سرقة دماء المصريين دون الخوف من بارئهم غير أنهم فاقوا الكفار بنسيان وجود الإله المنتقم الجبَّار ..

 

أصل المقال على مدونة هالة منير بدير

 

تعليقات القراء