فتاوي رمضان 2018.. أهم 12 سؤالا عن الشهر الكريم (إجابات مختصرة)

إعداد: ضياء السقا

ينشر "الموجز" أهم الأسئلة والفتاوي التي تدور في أذهاننا في شهر رمضان المبارك.

1- هل يُقبَل الصيام من الذي لم يُعوِّض ما أفطره من أيام رمضان الماضي؟

يجيب فضيلة الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق:

نعم، إن شاء الله تعالى، وعليه أن يقضي بعد صومه ما فاته من أيام رمضان الماضي مع إطعام مسكين عن كل يوم أَخَّرَه إن كان التأخير لغير عذر، ويكتفي بالقضاء وحده إن كان التأخير لعذر.

2- هل يجب تكرار نية الصيام فى كل يوم من أيام رمضان؟

دار الإفتاء المصرية تجيب:

النية لها أهمية كبيرة في الإسلام فهي التي تحدد هدف الإنسان ووجهته وقصده في كثير من الأمور؛ لذا يقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَو امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ».

- وفيما يتعلق بنية الصوم، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلا صِيَامَ لَهُ» رواه الأربعة واللفظ لأبي داود والترمذي، والإجماع هنا هو الإحكام والعزيمة.

- والنية محلها القلب، ولا يشترط النطق فيها باللسان، والنية في الصوم إما ركن أو شرط على اختلاف الفقهاء، ويرى بعض الأئمة أن النية واجبة التجديد لكل يوم من أيام رمضان، ولابد من تبييتها ليلا قبل الفجر، وأن يعيّن الصائم صومه إذا كان فرضا بأن يقول: "نويت صيام غد من شهر رمضان".

- ويرى آخرون من المذاهب أن القدر اللازم من النية هو أن يعلم بقلبه أنه يصوم غدا من رمضان، ووقت النية عندهم ممتد من غروب الشمس إلى ما قبل نصف النهار إن نسى في الليل أن ينوي إلى ما قبل نصف النهار حيث يكون الباقي من النهار أكثر مما مضى، وفي مذهب المالكية تكفي نية واحدة في كل صوم يلزم تتابعه – كصوم رمضان – من هذا نقول إذا استطاع الانسان أن يعقد النية في كل ليلة من ليالي رمضان فهذا هو الأصل والأفضل، وإذا خاف أن ينسى أو يسهو فلينو في أول ليلة من رمضان أنه سوف يصوم بمشيئة الله تعالى شهر رمضان الحاضر لوجه الله، ولم يشترط الأحناف النية في صيام رمضان لكونه صيام فرض، فما دام قد أدى الصيام بامتناعه عن الطعام والشراب فيكون صومه صحيحا.

3- هل يفسد الصيام بدخول الدخان والروائح إلى أنف وفم الصائم خاصة إذا كان الشخص يعمل فى مطبخ أو مصنع ؟

 

تجيب دار الإفتاء المصرية:

من الأشياء التى لا تفطر – لعموم البلوى بها – ما لا يمكن الاحتراز عنه، كبلع الريق وغبار الطريق، وذوق الطعام للمرأة في البيت وشم الروائح الطيبة، وقد ذكر بعض الفقهاء أن مثل هذه الأمور لو كانت مما حرمها الله تعالى ورسوله فى الصيام، أو مما يفسد بها الصيام لأوضحها وبينها وشرحها صلى الله عليه وسلم للأمة .

 

4- حكم قبول صيام الحائض والنفساء والحامل والمرضع؟

الأوقاف تجيب:

الحيض والنفاس عذرين شرعيين يمنعان من الصيام فى رمضان ويجب الإفطار، وأن من وجب عليها الفطر، كالحائض والنفساء، أما بالنسبة للمرضع والحامل فذكرت الفتوى أن الصيام يأخذ حكم الإباحة وليس حكم الواجب: فكانت الفتوى من أبيح لها الفطر كالحامل والمرضع التى تخاف على نفسها أو ولدها تفطر.

وبالنسبة لكيفية قضاء الأيام الفائتة، ذكرت الفتوى أن الشرع ترك لها حرية القيام بالصيام على بصيام الأيام متفرقة أو متواصلة فتقول” تقضى عدة ما أفطرته من أيام أخر وقضاء رمضان على من يجب عليه القضاء إن شاء فرقه وإن شاء تابعه وهو أفضل مسارعة إلى إسقاط الواجب، فإن أخر القضاء حتى جاء رمضان آخر قدم الأداء لأنه وقته ثم قضى ما فاته، ولا فدية عليه عند الحنفية لأن وجوبه على التراخى، ولهذا جاز التطوع قبله.

وذكر مذهب الحنفية جزءً آخر فى الفتوى وهو أنه إذا زاد دم الحيض على العادة فإن جاوز العشرة وهى أكثر مدة للحيض فالزائد كله استحاضة لأنه لو كان حيضا ما جاوز العشرة وإن لم يجاوز العشرة فالزائد على العادة حيض ويكون عادة لها، وعلى ذلك فإذا كان الدم قد استمر بعد عادتها وهى السبعة وزاد على عشرة كانت عادتها فى الحيض وهى سبعة باقية وما زاد عليها يكون استحاضة، وتجب عليها الصلاة فيما زاد على السبعة لأن الاستحاضة لا تمنع من الصلاة، أما إذا كان الدم قد استمر بعد السبعة وانقطع على العشرة أو قبلها كان الزائد كله حيضا ولا تجب عليها فيها الصلاة، وبهذا علم الجواب عن السؤال. والله أعلم.

5- حكم من يصوم شهر رمضان وهو لا يصلي؟

الافتاء تجيب:

أنه لا يجوز لمسلمٍ تركُ الصلاة، وقد اشتد وعيد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم لمن تركها وفرط فى شأنها، حتى قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «الْعَهْدُ الَّذِى بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» أخرجه الإمام أحمد والترمذى والنسائى وابن ماجة، وصححه الترمذى وابن حبان والحاكم، ومعنى «فقد كفر» فى هذا الحديث الشريف وغيره من الأحاديث التى فى معناه: أى: أتى فعلًا كبيرًا وشابه الكفار فى عدم صلاتهم، فإن الكبائر من شُعَب الكُفر ، كما أن الطاعات من شُعَب الإيمان، لا أنه قد خرج بذلك عن ملة الإسلام -عياذ بالله تعالى- فإن تارك الصلاة لا يكفر حتى يجحدها ويكذب بها، ولكنه مع ذلك مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب.

والمسلم مأمورٌ بأداء كل عبادة شرعها الله تعالى -من الصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها مما افترض الله عليه- إن كان من أهل وجوبه، وعليه أن يلتزم بها جميعًا كما قال الله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً? وجاء في تفسيرها: أي التزموا بكل شرائع الإسلام وعباداته، ولا يجوز له أن يتخير بينها ويُؤدِّيَ بعضًا ويترك بعضًا فيقع بذلك في قوله تعالى: ?أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ?].

وكل عبادة من هذه العبادات المفروضة لها أركانها وشروطها الخاصة بها، ولا تَعَلُّق لهذه الأركان والشروط بأداء العبادات الأخرى، فإن أدَّاها المسلم على الوجه الصحيح مع تركه لغيرها من العبادات فقد أجزأه ذلك وبرئت ذمتُه من جهتـها، ولكنه يأثم لتركه أداء العبـادات الأخرى، فمن صـام وهو لا يصلي فصومه صحيح غير فاسد؛ لأنه لا يُشتَرَط لصحة الصوم إقامة الصلاة، ولكنه آثمٌ شرعًا من جهة تركه للصلاة، ومرتكب بذلك لكبيرة من كبائر الذنوب، ويجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى.
أما مسألة الأجر فموكولة إلى الله تعالى، غير أن الصائم المُصَلِّي أرجى ثوابًا وأجرًا وقَبولًا ممن لا يصلي

6- تعرف علي عدد ركعات صلاة التراويح؟


لم يرد في الأحاديث النبوية الشريفة ما يدل على تحديد عدد ركعات صلاة التراويح، ولكن ورد عن من عايش وصاحب الرسول من المسلمين، أمثال أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حيث ورد عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّاها إحدى عشرة ركعة، فقالت: "ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً " ولكن هذا لا يدل على الوجوب، حيث يجوز الزيادة في عدد الركعات، وهي مفتوحة إلى أربع أو ثمانٍ أو إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة، إلى عشرين ركعة أو أكثر لمن يستطيع، مثنى مثنى، والسلام بين كل ركعتين، ثم أداء صلاة الوتر، ولكن يجب المحافظة على عدم التطويل، من أجل التسهيل على الناس وخاصة الكبار والمرضى، وقد ثبت عن السلف قيامهم شهر رمضان، والزيادة في عدد الركعات فيه.

7- الإفتاء تجيب: ما حكم الجماع بين الزوجين فى نهار رمضان؟


دار الإفتاء المصرية تجيب:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: بينما نحن جلوس عند النبي -صلى الله عليه وسلم-: إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت، قال: ((ما لك؟)) قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((هل تجد رقبة تعتقها؟)) قال: لا، قال: ((فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟)) قال: لا، فقال: ((فهل تجد إطعام ستين مسكينا؟)) قال: لا، قال: فمكث النبي -صلى الله عليه وسلم-، فبينا نحن على ذلك أتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرق فيها تمر، والعرق: المكتل، قال: أين السائل؟ فقال: ((أنا))، قال: خذها فتصدق به، فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم- حتى بدت أنيابه، ثم قال: ((أطعمه أهلك)).

أخرجه البخاري في صحيحه، واستنادا لهذا الحديث ذهب جمهور الفقهاء إلى أن جماع الصائم في نهار رمضان عامدا مختارا - بأن يلتقي الختانان، وتغيب الحشفة في أحد السبيلين- مفطر يوجب القضاء والكفارة، أنزل أو لم ينزل.

فإذا حدث ذلك بين الزوجين ترتب عليه أمور مشتركة وهي: الوقوع في إثم الإفطار في رمضان عن طريق العمد، وهو من كبائر الذنوب، ويضاف لهذه الكبيرة كبيرة أخرى إن كان الجماع بين أجنبيين، فإنه يعد زنا -أعاذنا الله والمسلمين منه- ويجب التوبة على الزوجين من ذلك الذنب، وكذلك عليهما قضاء هذا اليوم.

ويترتب على هذا الذنب أمر خاص بالرجل وحده وهو الكفارة، فلا كفارة على الزوجة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر الواطئ في رمضان أن يعتق رقبة، ولم يأمر المرأة بشيء مع علمه بوجود ذلك منها، ولأن الجماع فعله، والمرأة محل الفعل. 

وعليه فيترتب على جماع الزوجين في نهار رمضان ما يلي:

1- أفطر الزوجان بهذا الجماع عمدا.

2- وقع الزوجان في الإثم والحرام الشرعي للإفطار العمد بالجماع في رمضان.

3- على الزوجين التوبة إلى الله من هذا الذنب، بالإقلاع والندم والعزم على عدم الرجوع لهذا الذنب، ويستحب صلاة ركعتين للتوبة، وكثرة الاستغفار.

4- على الزوجين قضاء يوم مكان هذا اليوم بعد رمضان.

5- على الزوج صيام شهرين متتابعين كفارة عن هذا الذنب، فإن كان مريضا وقرر الأطباء عدم قدرته على الصوم أطعم ستين مسكينا، والله تعالى أعلى وأعلم.

8- الإفتاء تجيب: كيف تؤدى صلاة التراويح أثناء العمل؟


تجيب أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية:

الموظفون والعاملون هم أُجَرَاءُ لأوقات معينة على أعمال معينة يتعاقدون عليها ويأخذون عليها أجرًا، وهذا الأجر في مقابل احتباسِهم أنفسَهم واستقطاعِهم جزءًا معينًا من وقتهم لصرفه في هذا العمل، فليس لهم أن يقوموا بأي عمل آخر من شأنه أن يأخذ من وقتهم ما يؤثر على جودة أدائهم في عملهم، ما لم يكن متفقًا عند التعاقد على استقطاع شيء من الوقت؛ وباستثناء ما جرى عُرف العمل على استثنائه وباستثناء الصلوات المفروضة وراتبتها وما يلزم لها من طهارة واستعداد؛ فإذا صرف العامل وقت عمله في غير ما تعاقد عليه كان مُخِلًّا بعقده، مستوجبًا للذم شرعًا وعُرْفًا، والمؤمنون على شروطهم.

قال العلّامة البجيرمي الشافعي في حاشيته على "شرح منهج الطلاب" لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري (3/ 174، ط. دار الفكر العربي): "وأوقاتُ الصلوات الخمس، وطهارتُها، وراتبتُها، وزمنُ الأكل، وقضاء الحاجة: مُستَثناةٌ من الإجارة؛ فيصليها بمحله، أو بالمسجد إذا استوى الزَّمَنان في حَقِّه، وإلا تعين مَحَلُّه".

كما أنه إذا تعارض الواجب والمستحب لزم تقديم الواجب، وقيام العاملين والموظفين بما أنيط بهم من مهام وتكاليف هو أمر واجب التزموا به بموجب العقد المبرم بينهم وبين جهة العمل، فانصرافه وتشاغله عنه -ولو بالعبادة المستحبة- حرامٌ شرعًا؛ لأنه تشاغلٌ بغير واجب الوقت، ما لم يكن ذلك مسموحًا به في لوائح العمل؛ لأن حقوق الله تعالى مبنية على المسامحة وحقوق العباد مبنية على المُشاحّة.

وصلاة التراويح سنة وليست فرضًا؛ فتاركها لا وزر عليه، لكنه يأثم إن عطل بها واجبًا أو أهمل في فرض، كمن نشر مصحفًا يقرأ فيه حتى خرج وقت المكتوبة من غير أن يصليها، وحاصل القول في ذلك: أن على الإنسان أن يعبد ربه كما يريد الله لا كما يريد هو، فلا يسوغ له أن يقدم المستحبات على الواجبات، ولا أن يجعل السُّنَنَ تُكَأَةً لترك الفرائض والواجبات المنوطة به شرعًا أو التزامًا أو عرفًا.

وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: لا يجوز للعامل ترك مكان عمله أثناء مواعيد العمل الرسمية بحجة الذهاب إلى صلاة التراويح ما دام مُكَلَّفًا بالحضور في هذه الفترة، إلا بمقدار ما تُؤَدَّى به صلاةُ الفريضة ويُتَهَيَّؤُ لها، وأما مجازاتُه فمعيارُها اللَّوائحُ المنظمة للعمل من غير تعنُّتٍ ولا تَسَيُّبٍ، ما دامت هذه اللوائح لا تخالف الشريعة الإسلامية.

ويمكن للمسلم أن يصلي أي عدد من الركعات في أي جزء من الليل منفردًا أو جماعة على قدر طاقته، وهو بذلك مصيب لسنة قيام الليل أو التراويح، فإن لم يستطع أن يصلي من الليل فله أن يصلي بالنهار بعد شروق الشمس وارتفاعها قدر رمح -حوالي ثلث الساعة- إلى ما قبل صلاة الظهر؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا فاته ورده من الليل قضاه في هذه الفترة من نهار اليوم التالي.
والله سبحانه وتعالى أعلم.

9- الإفتاء: هذه المهن يجوز لأصحابها الإفطار في رمضان


دار الإفتاء المصرية تجيب:

بجواز الإفطار فى نهار رمضان لأصحاب المهن الشاقة كالزارعين والحمالين والبنائين، والذين يبذلون مجهودا شاقا، خاصة إذا جاء رمضان فى فصل الصيف، وأن يكون هذا العمل هو مصدر رزقه الوحيد .

ومن المقرر شرعا أن من شرائط وجوب الصيام القدرة عليه، والقدرة التى هى شرط فى وجوب الصيام كما تكون حسية تكون شرعية، فالقدرة الشرعية تعنى الخلو من الموانع الشرعية للصيام، وهى الحيض والنفاس، وأما القدرة الحسية فهى طاقة المكلف للصيام بدنيا، بألا يكون مريضا مرضا يشق معه الصيام مشقة شديدة، أو لا يكون كبير السن بدرجة تجعله منزلة المريض العاجز عن الصوم،أو لا يكون مسافرا، فإن السفر مظنة المشقة،كما قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم "السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه"رواه الشيخان.

وقد أنزلت المظنة منزلة المئنة، فالسفر مانع من وجوب الصيام وإن لم تكن هناك مشقة بالفعل، وهذا من رحمة الله تعالى بالمكلفين، ومن يسر هذه الشريعة الغراء.

ومن القدرة الحسية أيضا ألا يكون المكلف يعمل عملا شاقا لا يستطيع التخلى عنه فى نهار رمضان،لحاجته أو لحاجة من يعول؛ فإن كان المكلف لا يتسنى له تأجيل عمله الشاق لما بعد رمضان، أو جعله فى لياليه فإن الصيام لا يجب عليه فى أيام رمضان التى يحتاج فيها إلى أن يعمل هذا العمل الشاق فى نهاره؛ من حيث كونه محتاجا إليه فى القيام بنفقة نفسه أو نفقة من عليه نفقتهم، كعمل البنائين والحمالين وأمثالهم، وخاصة من يعملون فى الحر الشديد، او لساعات طويلة".

وقال العلامة الحطاب المالكى "مواهب الجليل شرح مختصر خليل" (2/441) : "وقال البرزلى:مسألة : الحكم فى غبار الكتان وغبار الفحم وغبار خزن الشعير والقمح كالحكم فى غبار الجباسين،قال:وعلى هذا يقع السؤال فى زماننا إذا وقع الصيام فى زمان الصيف فهل يجوز للأجير الخروج للحصاد مع الضرورة للفطر أم لا؟ كانت الفتوى عندنا:إن كان محتاجا لصنعته لمعاشه ما له منها بد فله ذلك وإلا كره وأما مالك الزرع فلا خلاف فى جواز جمعه زرعه وإن أدى إلى فطره وإلا وقع فى النهى عن إضاعة المال وكذا غزل النساء الكتان وترقيق الخيط بأفواههن فإن كان الكتان مصريا فجائز مطلقا وإن كان دمنيا له طعم يتحلل فهى كذوى الصناعات إن كانت ضعيفة ساغ لها ذلك وإن كانت غير محتاجة كره لها ذلك فى نهار رمضان ".

ولكن هؤلاء يجب عليهم تبييت النية من الليل، ولا يفطرون إلا فى اليوم الذى يغلب على ظنهم فيه انهم سيزاولون هذا العمل الشاق الذى يعلمون بالتجرية السابقة أنهم لا يستطيعون معه الصيام؛تنزيلا للمظنة منزلة المئنة؛يقول الشيخ البيجورى فى حاشيته على فتح القريب لابن قاسم شرح متن أبى شجاع 1/314:"(وللمريض إن كان مرضه مطبقا ترك النية من الليل،و إن لم يكن مطبقا كما لو كان يحم وقتا دون وقت النية،ومثله الحصادون والزراعون والدارسون ونحوهم، فتجب عليهم النية ليلا ثم إن احتاجوا للفطر أفطروا وإلا فلا، ولا يجوز لهم ترك النية من أصلها كما يفعله بعض الجهلة (فإن عادت الحمى واحتاج للفطر أفطر).

وعليه وفى واقعة السؤال فيجوز للمزارعين فى بلدكم الذين يزرعون فى الحر الشديد أو فى اليوم الطويل بحيث لا يستطيعون الصيام إلا بمشقة شديدة، ولا يمكنهم تأجيل عملهم لليل أو لما بعد رمضان أن يفطروا، مع وجوب إيقاعهم نية الصيام من الليل ثم إن شاءوا أفطروا فى اليوم الذى يغلب على ظنهم فيه أنهم سيزاولون العمل الذى يعسر معه الصيام، وعليهم القضاء بعد رمضان وقبل حلول رمضان التالى إن أمكنهم ذلك.

10- "صحوني على المدفع".. الإفتاء توضح حكم صيام من ينام معظم نهار رمضان؟


دار الإفتاء المصرية تجيب: 

إن من نام أكثر النهار في شهر رمضان فصومه يعد صحيحا، و النوم لا يُفسد الصيام.

وتؤكد "الإفتاء" أن النوم في نهار رمضان غير مفسد للصيام، غير أن النائم يفوت على نفسه فضيلة الاجتهاد في العبادة وذكر الله.

11- الافتاء تجيب.. متى يفطر المريض في رمضان؟


إنه لا جدال في أن نص القرآن الكريم الذي رخص للمريض بالإفطار في شهر رمضان جاء عاما لوصف المرض ولذلك اختلفت أقوال العلماء في تحديده.

فقال الكثيرون إذا كان مرضا مؤلما مؤذيا أو يخاف الصائم زيادته أو يتأخر الشفاء منه بسبب الصوم ولا شك أنه لا يدخل في المرض المبيح للفطر المرض اليسير الذي لا يكلفه مشقة في الصيام ولذلك قال فريق من الفقهاء إنه لا يفطر بالمرض إلا من دعته ضرورة إلي الفطر ومتي احتمل الضرورة بالمرض إلا من دعته ضرورة المرض إلي الفطر ومتي احتمل الضرورة معه دون ضرر أو أذي لم يفطر ومن هذا يمكن القول إن معيار المرض الموجب أو المبيح للفطر بالتفصيل السابق معيار شخصي أي أن المريض هو الذي يقدر مدي حاجته إلي الفطر وجوبا أو جوازا وله بل وعليه أن يأخذ برأي طبيب مسلم متدين يتبع نصحا في لزوم الفطر أو أي مرض آخر عليه أن يستنير برأي الطب.

فيما إذا كان الصوم يضره أو يستطيعه دون ضرر وليعلم المسلم أن الله الذي فرض الصوم رخص له في الفطر عند المرض وإذا أفطر المريض وكان يرجي له الشفاء قضي أيام فطره وإن كان مرضه مزمنا لا أمل في البرء منه أطعم عن كل يوم مسكينا ومن الأعذار المبيحة للفطر بالنسبة للنساء الحمل والإرضاع.

12- الإفتاء تحدد كفارة الإفطار في رمضان للمرضى وكبار السن

تعليقات القراء