مع استمرار إجلاء رعايا الدول الأجنبية.. ماذا يحدث في أثيوبيا؟.. و توقعات أمريكية بسقوط أديس أبابا بيد «تيجراى»

الموجز

أوضاع متأججة في إثيوبيا بسبب الصراعات المستمرة بين الجيش الأثيوبي بقيادة رئيس الوزراء أبي أحمد،  وجبهة تحرير تيجراي التي  تقترب من إسقاط  مدينة دبربرهان التي تبعد عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا 130 كيلومترا فقط، بعد أن اقتربت من نقاط استراتيجية من العاصمة مما دفع رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد إلى قيادة جنوده على الجبهة للقتال.

ووصل عدد الجماعات المتحالفة ضد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى 9، كلها تهدف لوقف آبي أحمد في وقت تقترب به المعارك أكثر فأكثر من أديس أبابا.

ويرجع الصراع بين القوات الأثيوبية وجبهه تحرير تجراي، إلى سنوات مضت ولكن عادت الأوضاع في التأجج مرة ثانية إلى في2019  ولكن إلى أين وصل الوضع ولماذا تطلب الدول خروج رعاياها من أثيوبيا، الدستور عرضت القصة الكاملة في السطور التالية كما نشرها موقع "الدستور".

البداية

عام 2019 كان بداية الخلاف بين أبي أحمد والسلطة في تجراي، عندما شكل رئيس الوزراءآبي أحمد، ائتلافاً جديداً رفضت جبهة تحرير شعب تيجراي أن تكون جزءا منه، وظلت  السلطة في تجراي حتى سبتمبر من العام الماضي وتحدت حكومة آبي أحمد بإجراء انتخابات على الرغم من تأجيل الانتخابات على الصعيد الوطني بسبب جائحة فيروس كورونا، وفي نوفمبر 2020 اندلع أول قتال فشنت قوات الجبهة هجوماً على قاعدة محلية للجيش الإثيوبي وشنت حكومة أبي أحمد هجوماً عسكرياً كبيراً على الإقليم، وأسفرت هذه الحرب عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من مليوني شخص


وتم تأسيس جبهة تحرير تيجراي التي تحارب القوات الأثيوبية في فبراير 1975، وكانت حزبا سياسيا يتخذ ميكيلي عاصمة تيجراي مقرا لها، وكانت جبهة تحرير تيجراي الحزب الحاكم لإثيوبيا منذ عام 1989 حتى عام 2018، ولكن مع صعود أبي أحمد، بدأ الصراع علنيا بين جبهة تحرير تيجراي والحزب الحاكم الجديد، والتي اشتعلت بقوة في  يناير 2021، عندما أنهى المجلس الوطني للانتخابات تسجيل الحزب رسميا.

السيطرة علي نقاط استراتيجية

أحرزت جبهة تحرير شعب تيجراي  تقدمًا باتجاه العاصمة الأثيوبية  حسب بياناتهم الإعلامية التي تنفيها دائما قوات أبي أحمد، وفي الوقت الذي تقترب فيه المعارك أكثر فأكثر من العاصمة أديس أبابا، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الاثنين إنه سيتوجه إلى الجبهة لقيادة جنوده الذين يقاتلون المتمردين.

وتيجراي كان بؤرة  المجاعات التي تعرضت لها أثيوبيا بين 1983 و 1985، وراح ضحيتها أكثر من مليون شخص وأكثر من مليوني نازح داخلياً، وبدأت المجاعة بسبب الحروب الأهلية التي أعقبت الانقلاب العسكري الأثيوبي والذي شارك فيه قادة الأقليم عام 1974.

وتنقسم أثيوبيا إلى 10 ولايات إقليمية على أسس عرقية تتمتع بالحكم الذاتي إلى حد كبير ولكن مع مؤسسات مركزية، ومنها تيجراي التي كانت لها قوة مؤثرة في السيلسة الأثيوبية من خلال جبهة تحرير شعب تيجراي والتي كانت جزءًا من التحالف الذي أطاح بالحجومة عام 1991، إلا أن الوضع انقلب رأسًا على عقب بعد تولي أبي أحمد رئاسة وزراء أثيوبيا، فتحول التحالف إلى  عداء بين إقليم تيجراي وحكومة أبي أحمد.
إجلاء الأجانب

لم يتمكن مجلس الأمن الدولي حتى الآن  في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إقليم تيجراي بإثيوبيا فيما حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأطراف المتحاربة على التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن.

وبدأت الكثير من الدول في إجلاء رعاياها من أثيوبيا، وتعتزم الأمم المتحدة إجلاء عائلات الموظفين الدوليين من إثيوبيا خلال هذه الأيام،  فيما دعت فرنسا رعاياها إلى مغادرة البلا، كما دعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رعاياها على مغادرة إثيوبيا حيث لا يزال المجتمع الدولي عاجزا عن انتزاع وقف لإطلاق النار.

السفارة الأمريكية 

وفي نفس السياق، قالت السفارة الأمريكية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إن الوضع الأمني في إثيوبيا مستمر في الانهيار، ونحث رعايانا على مغادرة البلاد في الحال بأي طريقة متاحة.

وحثت السفارة الأمريكية، الرعايا الأمريكان المتواجدين في إثيوبيا، على مغادرة البلاد باستخدام الرحلات التجارية المتاحة، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية هناك.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، دعت الحكومة الكندية، اليوم الجمعة، رعايا البلاد إلى مغادرة إثيوبيا على الفور، معربة عن بالغ قلقها من التدهور السريع للوضع الأمني في إثيوبيا.

وقالت وزيرة الخارجية ميلاني جولي - في بيان لها - : "أولويتنا القصوى هي سلامة وأمن الكنديين، سواء في الداخل أو في الخارج. منذ 18 نوفمبر، نطلب من الكنديين تجنب السفر إلى إثيوبيا. نحن الآن نطلب من الكنديين الموجودين هناك أن يغادروا على الفور إذا كان ذلك آمنًا. إذا استمر الوضع في التدهور، فقد يصبح توافر الرحلات الجوية التجارية محدودًا قريبًا."

وأضافت: "في نهاية المطاف، يتحمل الكنديون في الخارج المسؤولية عن سلامتهم ويجب عليهم اتخاذ أفضل القرارات لأنفسهم ولعائلاتهم، بناءً على أوضاعهم الفردية."

وقالت الوزيرة: "يجب على الكنديين اتخاذ ترتيبات السفر الخاصة بهم الآن ويجب ألا يعتمدوا على رحلات الإجلاء"

تعليقات القراء