من هو القيادي «الداعشي» الذي رصدت واشنطن 10 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه؟

الموجز

أعلنت الخارجية الأمريكية تخصيص "مكافأتين"، تبلغ كل منهما 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن مكان عدنان أبو وليد الصحراوي زعيم تنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى.

ذكري مرور عامين

وجاء هذا الإعلان في ذكرى مرور عامين على كمين تبناه "داعش" وأودى بحياة أربعة جنود أمريكيين وأربعة نيجريين، على الحدود بين النيجر ومالي.

وقال مسؤول في الخارجية الأمريكية إن "المكافأة الأولى يمكن أن تصل إلى خمسة ملايين دولار لأي معلومات يمكن أن تسمح بالتعرف على أو تحديد مكان الصحراوي".

الصحراوي

وأضاف المسؤول المذكور، أن الصحراوي تنقل لفترة طويلة جدا بين منظمات إرهابية بينها "القاعدة"، وأدرج اسمه العام الماضي على اللائحة السوداء الأمريكية.

وحسب المصدر نفسه، فإن المكافأة الثانية وهي بالقيمة نفسها، مخصصة لمن يسمح "بتوقيف أو إدانة أي شخص نفذ أو دبر أو سهل الكمين في أي بلد".

برنامج المكافأت 

يذكر أن الولايات المتحدة بدأت برنامج المكافآت عام 1984، حيث قامت بتوزيع أكثر من 150 مليون دولار إلى أكثر من مئة شخص "قدموا معلومات مفيدة ساعدت في إحالة إرهابيين إلى القضاء أو منع وقوع أعمال إرهابية". ورصدت في وقت سابق جائزة قدرها 25 مليون دولار للقبض على زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي.

أهم الإرهابيين

ويعتبر عدنان أبو الوليد الصحراوي، أحد أهم الإرهابيين المطلوبين للأجهزة الأمنية في شمال أفريقيا، وبين تنظيمات جهادية تنوعت أسماؤها بين "حركة التوحيد والجهاد" و"المرابطون" و"داعش"، انطلق مسار أبو وليد الصحراوي منذ عام 2011، الذي تبنى تحت مظلة تنظيم "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا"، الموالي وقتها لتنظيم "القاعدة"، خطف ثلاثة مواطنين أوروبيين بمخيمات تندوف، التابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية، الواقعة في الجنوب الغربي للجزائر.

حروجه للعلن

خروج الصحراوي إلى العلن وقتها وإعلان تنظيمه تنفيذ عملية اختطاف أخرى لرهائن دبلوماسيين غربيين من منطقة غاوو في الشمال المالي، ومطالبته بمبلغ يفوق 50 مليون يورو فدية، دفع أجهزة الاستخبارات المغاربية والغربية إلى تكثيف أنشطتها لتعقب الصحراوي؛ حيث ظهرت إثر ذلك تقارير أمنية واستخباراتية كشفت النقاب عن جزء من حياة أبو الوليد.

الإدريسي

أبو وليد الصحراوي، هو لحبيب عبدي سعيد، المعروف بالإدريسي لحبيب، من مواليد مدينة العيون أحد أهم مدن الصحراء المغربية المتنازع عليه، التحق بمخيمات اللاجئين في بداية التسعينيات، درس بالجزائر حيث حصل على الليسانس في علم الاجتماع من جامعة منتوري بمدينة قسطنطينة، ويتحدث 3 لغات.

كان أحد أهم قيادات جبهة البوليساريو التي تناضل من أجل استقلال الصحراء المغربية عن حكم الملك محمد السادس، وكان مسئولاً ‬في‮ ‬منظمة اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي‮ ‬الذهب‮ ‬المقرب من الجبهة البوليساريو الانفصالية.‬‬‬‬‬‬‬‬

الظهور الأول

كان الظهور الأول لأبو وليد الصحراوي في أكتوبر(تشرين الأول) 2011، بعدما تبني تنظيم "حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا"، خطف 3 مواطنين أوروبيين بمخيمات جبهة البوليساريو في تندوف جنوب غربي الجزائر.

وحتى مايو(آيار) 2012 لم تكن تدرك أي جهة أمنية لأي فكر جهادي تتبع "حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا"، ثم خرج أبو وليد الصحراوي ليكشف لأول مرة عن أن نهجه "حركة التوحيد والجهاد" لا يختلف عن تنظيم "القاعدة"، والتي أكدت اتباع نهج أمير القاعدة أيمن الظواهري.

وفي أبريل(نيسان) 2012 طالب الصحراوي، كمتحدث باسم تنظيم "حركة التوحيد والجهاد"، بفدية قيمتها 30 مليون يورو للإفراج عن الرهائن.

فدية

وطالب بفدية أخرى قيمتها 15 مليون يورو، وإطلاق سراح سجناء، للإفراج عن 7 دبلوماسيين اختطفتهم من غاوو بشمال مالي.

‬و‮يعتبر الصحراوي، أيضاً المسؤول المباشر عن‮ ‬اعتداء تمنراست جنوب الجزائر الذي‮ ‬نفذ بسيارة مفخخة في‮ ‬الثالث من مارس(آذار)‮ 2012 ،‮ ‬وأسفر عن  23 مصاباً.

والصحراوي أيضاً من أعلن إعدام الدبلوماسي الجزائري الطاهر تواتي بعد خطفه من قنصلية بلاده في غاو إحدى أكبر مدن شمال مالي.

الجيش الجزائري

‮وفي يونيو(حزيران) 2013 قال الجيش الجزائري، إنه قتل أبو الوليد الصحراوي ومرافقاً له واعتقل ثمانية آخرين من الحركة نفسها جنوب غرب مدينة رفان الواقعة بالقرب من الحدود مع مالي، إلا أن ظهوره في أغسطس من نفس العام جاء ليكذب روايات الجيش الجزائري بقتله.‬‬

وفي 20 أغسطس(آب) 2013، أعلنت جماعة "الملثمون"، أو "الموقعون بالدم"، التي يقودها الجزائري "المختار بلمختار"، المكنى بـ"خالد أبو العباس"، والمعروف بلقبه "بلعور"، عن حل نفسها وانصهارها مع جماعة "التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا"، التي يقودها الأزوادي أحمد ولد عامر، المكنى بـ"أحمد التلمسي"، في تنظيم جديد تحت اسم "المرابطون".

أمير الجماعة

وعقبه إعلانه أميراً على جماعة "المرابطون" أعلن عدنان أبو الوليد الصحراوي، في مايو(آيار) 2015، مبايعة الجماعة لأبو بكر البغدادي زعيم "داعش"، وفق ما ورد في تسجيل صوتي بثته مواقع "جهادية".

وقال الصحراوي الذي كان أمير مجلس شورى تنظيم "التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا"، قبل انضوائه تحت راية جماعة "المرابطون": "تعلن جماعة المرابطون بيعتها لأمير المؤمنين وخليفة المسلمين أبو بكر البغدادي، لزوم الجماعة ونبذ الفرقة والاختلاف".

المرابطون

وفي يوليو(تموز) 2015، أعلن تنظيم "المرابطون"، في بيان له، عزل عدنان أبو الوليد الصحراوي، وتنصيب المختار بلمختار المكنى بخالد أبو العباس أميرا جديدا، كما أعلن تبرؤه من تنظيم "داعش"، وأنه متمسك ببيعته لتنظيم "القاعدة"، ويتشبث بمنهج زعيمه ومؤسسه أسامة بن لادن، وأن مجلس الشورى، اجتمع وقرر تنصيب الشيخ خالد أبو العباس أميرا على المرابطين.

وليد الصحراوي

بينما نفى عدنان أبو وليد الصحراوي الناطق الإعلامي باسم "جماعة المرابطون" الإرهابية، أية صلة للجماعة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، مكذبا ما أعلن عنه أمير التنظيم مختار بلمختار.

وقال الصحراوي الذي يتنافس مع بلعور على قيادة الجماعة، في تسجيل صوتي تم تسريبه لوكالة أخبار موريتانيا المستقلة أمس: إن "المرابطون" تُجَدِّد بيعتها لمن لأمير تنظيم "داعش"، ويؤكد محتوى التسجيل أن الصراع بين الرجلين قد بلغ ذروته، وإعلان الانفصال بات أمرا مقضيّا.

تعليقات القراء