عندما ذبح المصريين في ليبيا .. السيسي للبابا تواضروس: مرضتش أجي أعزي إلا لما آخد بتار ولادنا

الموجز

في حديثه  مع "بوابة الأهرام".. بهدوء وتلقائية وبساطة، يستمر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في الجزء الثالث والأخير من الحوار.. أسئلة شغلت بالنا طويلًا: كيف كان لقاؤه مع الرئيس بعد اغتيال الإرهاب الأسود لأبنائنا في ليبيا؟، كيف يرى الحريات الدينية الجمهورية الجديدة؟، كيف نجحت الكنيسة في ربط أبنائنا في المهجر بالوطن، وما يتم من جهود لتعريفهم بما يحدث في مصر من إنجازات قياسية، وغيرها من الأسئلة التي يجيب عنها للمرة الأولى.

في ٢٠١٥ حدثت مجزرة بشعة لمصريين مسيحيين في ليبيا كيف تتذكر موقف الجيش الحاسم في هذا اليوم؟

رغم أننا واجهنا هجمات إرهابية متعددة، لكن أتذكر ما حدث في ليبيا سنة ٢٠١٥، ثاني يوم الرئيس السيسي جاء ليعزينا وكان حضوره حضورًا جيدًا، ولا أنسى كلماته وأنا أستقبله قال لي: "ما كانش ممكن آجي إلا بعد ما ناخد تارنا، ناخد حقنا"، كان سيادته قد وجه في الصباح بتوجيه ضربة جوية دكت مواقع الإرهاب في درنة في ليبيا، وخدوا علقة سخنة، وقتها شعوري أن الوطن برئيسه "ربنا يحفظه"، لمصر واخد باله من كل حاجة، وأن كل أهل الوطن سواسية، وباعتباره الرئيس يدافع عن  أولاده، وبياخد حقهم، كنت أشعر باعتزاز كبير بما يقوله بعد الألم الذي اعتصر قلوبنا على ولادنا، حسيت أن كل المصريين مسنودين بجيشنا".

كيف يرى قداسة البابا دور قواتنا المسلحة في جهود التنمية خلال العشر سنوات الماضية؟


القوات المسلحة حققت أهم شيء نحتاجه الإنجاز والضبط والربط، الحياة اليومية نفسها دون التزام لا تستقيم، وإشراف القوات المسلحة على المشروعات التنموية التي تنفذ قيم الضبط والربط، ومن وراءه يأتي الإنجاز السريع الذي يهدف أن يعم الرخاء لنشعر بثمار هذا الإنجاز في مجالات كثيرة، بداية من شق قناة السويس الجديدة، لأنفاق القناة، للإنجازات في مشروعات صحة المواطنين التأمين الصحي الشامل، ومشروعات استصلاح الأراضي بملايين الأفدنة في الدلتا الجديدة وتوشكى وسيناء، ومشروعات النقل، والقطارات الكهربائية مونوريل، لمشروعات الطاقة والطاقة المتجددة، كلها مشروعات عملاقة  تمس الجمهور مباشرة، وأنجزتها القوات المسلحة بالتنفيذ أو الإشراف على عمل الشركات الخاصة، ورأيناها في النقل والطرق، قيمة "الضبط والربط" وكل شيء  يُنفذ بإتقان والتزام.


في كل المدن الجديدة وجه الرئيس الهيئة الهندسية ببناء كنائس، كيف يرى قداسة البابا الحريات الدينية في الجمهورية الجديدة؟


في العاصمة الإدارية وهو مشروع عملاق للغاية، البداية فيها بالمؤسسات الروحية وهي البداية الصحيحة للجمهورية الجديدة،  لهذا ينطلق ويكبر ويتطور ويحلو كل يوم ونراه بكل فخر، بكل العناصر والإمكانات الجديدة، أنها تكون مدينة ذكية، إن إنشاء المسجد والكنيسة هو الطريق لأن ينطلق المشروع ويكبر وهذا مبدأ في أي مكان، وبالفعل ربنا  يبارك في مستوى إنجاز العاصمة الإدارية، وكل يوم هناك جديد وفي كل المدن الذكية التي يتم بناؤها ونتابعه بكل فخر، وفي الجمهورية الجديدة أيضا تم إصدار  قانون بناء الكنائس من ٢٠١٦، وحل مشاكل كثيرة والموقف يتحسن كل يوم، وده ينعكس على أولادنا وأحفادنا ومستقبل مصر، القيادة السياسية والحكومة يعملون من أجل المستقبل، رعاية المواطنين والاهتمام لصحتهم وعملهم وتوفير حياة كريمة لأهلنا في كل مكان، كل هذه ملامح أراها في الجمهورية الجديدة، فالشخص الناجح ينظر للمستقبل وليس فقط  لاحتياجات الحاضر، وهذا ما أراه في الجمهورية الجديدة كل يوم إنجاز وكأننا في صراع مع الزمن، السيد الرئيس يوجه ويتصرف بسرعة لأن الوقت هو أهم ثروة عندنا".


كيف تستطيع الكنيسة المصرية نقل قيمة قواتنا المسلحة وكل هذه الإنجازات لأبنائنا في الخارج؟


كنائسنا في الخارج لها دور مهم في ربط المصري ببلده، خاصة أبناء الجيل الثاني والثالث والرابع، لأن الهجرة بدأت من مصر منذ أكثر من ستين عاماً، وهناك أجيال متعاقبة لا تعرف الوطن، ويجب أن تظل صورة مصر واضحة وشاملة في قلوبهم وعقولهم، نحرص على أن تكون الصورة أيضا ملونة وحديثة وعملية، وعندما نظمت الكنيسة ملتقى "لوجوس" الذي يحمل اسم المقر  البابوي في وادي النطرون، الذي يستضيف أبناءنا، استضفنا ٢٠٠ شاب تم اختيارهم من بين أكثر من ١٥٠٠ شاب تقدموا، ضمن الـ ٢٠٠، هناك 20 شابًا، حاصلين على درجة الدكتوراه، حضر شباب من أمريكا والبرازيل وإسبانيا ومن الفلبين وفيجي جزيرة صغيرة في آسيا ومن ٣٥ دولة حول العالم، الزيارات مهمة جدا لأن الصورة عن مصر بالخارج غير سليمة من خلال إعلام خارجي يعرض صورة مشوهة عن سهو وأحياناً عن عمد، الشباب عندما زاروا مصر  شاهدوا لمحة من الإنجازات صفحات بيضاء غيرت رؤيتهم نظمنا لهم زيارات بالتعاون مع وزارة الهجرة لقناة السويس الجديدة ومدينة العلمين التي قال عنها أحد الشباب إحنا كأننا في سان فرانسيسكو، هؤلاء الشباب هم سفراء في مجتمعاتهم، وداخل المدارس والجامعات بل ومؤثرون في المجال السياسي وفي البرلمان لأنهم شهود عيان.

المجموعة السابقة قبل كورونا تم اختيار تمثيل منهم والتقوا السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، عبروا عن انبهارهم بصدقه وبساطته رأوه بطلا عظيمًا، وهذا العام التقي ٩٠ شابًا منهم برئيس الوزراء قال أحدهم كيف أكون قائدًا ناجحًا مثلك، اللقاءات الرسمية تؤثر فيهم جدا لأنها تظهر اهتمام الدولة والصورة الجديدة لمصر والافتخار ببلدهم، لدرجة عدد منهم طلب يعود ويشتغل في مصر، في ٨ أيام تغيرت رؤيتهم لمصر.


قداسة البابا أخدنا من وقت قداستك وتشرفنا جدا باللقاء، على المستوى الشخصي تعلمت من حكمة حضرتك وأود أن أختتم الحوار بنصيحة توجهها لأولادنا لتظل مصر حاضرة في نفوسهم.

أقول لهم أولا: الله ضابط الكل، العالم ماشي بيد الله، وكل شيء بسماحة فلازم يكون عندنا إيمان قوي، ثانيا: الرضا والشكر مفاتيح السعادة، الإنسان الراضي ربنا يبارك في عمله ويحميه، والإنسان المتذمر الرافض لا يجد بركة ولا سعادة، ثالثا: لازم نشتغل وننتج ونبتعد عن الكسل أو حياة الكلام، رابعا: خدمة الفئات الأولى بالرعاية بكل الصور، الخدمة طريق الرضا والسرور وتقدم الوطن، خامسا: الشكر على كل حال وفي كل حال.


إلى هنا انتهى اللقاء، ولكن الدروس لا تنتهي أبدًا، يكفي أن تستمع إلى هذه الجرعة من الأمل والوطنية، لتتأكد أن مصر دائما بخير.. يمكنكم قراءة الحوار في جزئيه الأول والثاني.

تعليقات القراء