الصحة تغلق مستشفى العيون بعد وفاة مارينا صلاح.. وهذه العقوبة تنتظر المتسبب في الخطأ الطبي

أصدرت وزارة الصحة والسكان، قرارا بغلق إداري للمنشأة الطبية الخاصة التي شهدت وفاة مارينا صلاح، بسبب خطأ طبي.

وعن التهمة التي تواجه المتسبب في الواقعة، يقول الدكتور وليد وهبة المحامى، إن المتسبب في هذه الواقعة سيواجه عقوبة القتل الخطأ، والتى تكون فيها العقوبة الحبس بمدة لا تتجاوز الـ3 سنوات.

وأكد وهبة في تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن المادة 238 من قانون العقوبات هي التي تعاقب جريمة اقتل الخطأ، نصت المادة على: من تسبب خطأ فى موت شخص بأن كان ذلك ناشئًا عن إهماله أو رعونته أو عدم احترازه أو عدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح والأنظمة يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تتجاوز مائتى جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين".

وانشغلت منصات التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، بنبأ وفاة مارينا صلاح سركيس، داخل أحد مستشفيات العيون الخاصة بالقاهرة إثر مضاعفات طبية تعرضت لها أثناء إجراء أشعة صبغة على عينها، لينتهي الأمر بكارثة نتج عنها وفاة الفتاة بعد تدهور حالتها الصحية، لتفارق الحياة عن 29 عامًا، تاركة خلفها طفلا وزوجا مكلوما وأسرة يعتصرها آلام الفراق.

أول تحرك من الصحة

من جانبها، كشفت وزارة الصحة والسكان عن تشكيل لجنة مكبرة من خبراء طب العيون والجودة وإدارة المستشفيات لفتح تحقيق موسع في وفاة مارينا صلاح، على أن تتولى اللجنة التحقيق في ملابسات الوفاة وجميع الإجراءات الطبية التي خضعت لها المتوفاة بالإضافة إلى جرد المستشفى وفحصها فنيا وبيان مدى سلامتها في تقديم الخدمة للجمهور من عدمه.

وقالت مصادر مسئولة بوزارة الصحة والسكان في تصريحات لـ"اليوم السابع" إن اللجنة حاليا متواجدة بالمستشفى وتجرى كافة التحقيقات مع الفريق الطبي الذي كان يعالج مارينا صلاح وتم الكشف عن تفاصيل ملفها المرضى والعلاجي الذي كان بالمستشفى لحظة دخولها للرعاية الطبية وأوضحت وزارة الصحة والسكان أن اللجان الفنية المكلفة بفحص سلامة ومأمونية المستشفى لتقديم العلاج للمواطنين تعمل وستضع تقريرها خلال ساعات.

وأوضحت المصادر أن الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والقائم بعمل وزير الصحة والسكان، طلب تقريرا مفصلا عن الحالة وملابسات وفاتها بالإضافة إلى تقرير عن وضع المستشفى كما وجه بضرورة مراجعة سجلات عمل وأداء المستشفيات الخاصة لضبط عملها ونشاطها ضمانا لتقديم خدمة مميزة للمواطن.

ووفقا للمصادر فان التقديرات المبدئية التي أسفرت عنها التحقيقات تعود لخطأ طبي في بروتوكول العلاج مشيرة إلى أنه سيتم إحالة الملف الخاص بالتحقيقات إلى النيابة العامة لتتولي اتخاذ الإجراءات اللازمة مشيرة إلى أنه تم إطلاق مجموعات من المفتشين في 27 محافظة لعمل فحص عشوائي للمستشفيات الخاصة وبيان آليات عملها ونشاطها في خدمة المريض.

وتابعت المصادر أن المستشفى تواجه حاليا مجموعة من الاتهامات منها التقصير والإهمال في علاج المتوفاة، بالإضافة إلى الاعتماد على التمريض فى أداء خدمات طبية يشترط أن يقدمها الأطباء بأنفسهم.

بيان من المستشفى

وكانت إدارة المستشفى الوطني للعيون، قد أصدرت، الثلاثاء، بيانًا توضيحياً بشأن الحالة المرضية لمارينا، حيث قالت إنها "حضرت إلى المستشفى يوم السبت 7 مايو الجاري، تعاني من شكوى بالعينين، وتم إجراء الفحص الطبي المفصل لأجهزة الجسم بواسطة الاستشاري المتخصص في الالتهاب القزحي والتشخيص بالالتهاب القزحي المناعي، وتم وصف القطرات المناسبة لعلاج الأعراض، وطلب الفحوصات اللازمة لبحث مدى تأثر الشبكية بالالتهاب وهو "فحص أشعة الفلورسين للشبكية".

وأشارت المستشفى في بيانها إلى أن المريضة جاءت لإجراء هذا الفحص في اليوم التالي، 8 مايو، وتم اتباع الإجراءات الروتينية الطبية لتجهيز المريضة، والتي تمثلت في توجيه أسئلة للمريضة عن وجود تاريخ مرضي سابق لأي حساسية تجاه (الأكل-الأدوية – الصبغات) وأجابت بالنفي وهو ما تم أمام الزوج، مع تركيب كانيولا وحقن أمبول هيدروكورتيزون (ماده مضادة للحساسية)، مع حقنها بنصف أمبول فلورسين 2.5 سم.

وأوضح البيان أنه لا يتم إجراء أي اختبار حساسية لمادة الفلورسين كما هو المتعارف عليه عالمياً حسب القواعد الطبية الإرشادية الطبية عالمياً والوسيلة الوحيدة لمعرفة وجود حساسية من عدمه هي الأسئلة التي توجه للمريض بخصوص وجود تاريخ مرضي لأي حساسية دوائية أو غذائية أو ضد الصبغات، حسب قول إدارة المستشفى.

ونقل البيان عن مدير المستشفى الدكتور أشرف فايز، قوله إنه بعد الانتهاء من إجراء الحقن وأشعة الفلورسين بواسطة الاستشاري المتخصص في الأشعة التشخيصية الرمدية، بوجود الممرض المساعد، وأثناء فترة وضع المريضة تحت الملاحظة وبعد مرور بضع دقائق شعرت المريضة بدوار وميل للقئ وغثيان وهي من أعراض الحساسية، وتم إعطاء جرعة ثانية من مادة الهيدروكورتيزون، ولم تتحسن حالة المريضة على مدار الدقائق التالية وزادت أعراض الدوار وإحساس بالهبوط مما استدعى الطبيبة القائمة بالفحص بالبدء فوراً بمساعدة الممرض المصاحب للاستشاري بالبدء في إجراء إنعاش قلبي رئوي بعد استدعاءه الفوري لـ"code blue" عن طريق الميكروفون العام ووصول الطاقم الطبي المكون من 3 استشاريين تخدير، و2 ممرض عمليات، وتم استكمال الإنعاش القلبي الرئوي نظرا لعدم وجود نبض أو ضغط محسوس للمريضة وتم إعطاء الأدوية اللازمة عن طريق الوريد المركزي، وأيضا عن طريق الحقن المباشر في عضلة القلب لإنعاش القلب والصدمات الكهربائية.

وتابع فايز أن مارينا استعادت العلامات الحيوية (وجود نبض والقدرة على قياس ضغط الدم) وتم استمرار إعطاء المحاليل والأدوية المنشطة لعضلة القلب حيث استقر ضغط الدم على 96 / 116، مشيرا إلى أنه عند استقرار العلامات الحيوية تقرر نقل المريضة إلى غرفة الرعاية المركزة بالدور الثاني بالمستشفى لاستكمال العلاج، ولكن بناء على الرأي الطبي لاستشاري التخدير أن المريضة بحاجة لاستكمال الأبحاث التخصصية (أشعة على الصدر- أشعة مقطعية علي المخ)، ونظرا لوجود بعض دورات التنفس التلقائي للمريضة مما يسمح بالنقل، تم استدعاء سيارة إسعاف من مستشفى الكهرباء وهو المبنى الملاصق للمستشفى الوطني للعيون والذي يبعد عنه 50 مترا، وتم نقل المريضة بواسطة سيارة إسعاف مجهزة وطاقم الرعاية وبمصاحبة استشاري التخدير بالمستشفى إلى الرعاية المركزة بمستشفى الكهرباء.

ولفت فايز إلى أنه تمت متابعة الحالة على مدار اليوم الأول الأحد 8 مايو بين أطباء المستشفى وأطباء رعاية مستشفى الكهرباء، وتحسنت الحالة المرضية بنهاية اليوم ومع استمرار المتابعة أفاد أطباء الرعاية المركزة بمستشفى الكهرباء بأن الحالة المرضية ساءت فى الساعات الأولى ليوم الاثنين 9 مايو، قبل أن تتوفى في تمام الساعة الثانية عشر ظهراً من نفس اليوم.

ونعت إدارة المستشفى "مارينا صلاح سركيس"، متقدمة بخالص العزاء لجميع أفراد الأسرة على مصابهم الأليم.

وقال مدير المستشفى إنه "من المعلوم بأن الحساسية المفرطة لمادة الفلوريسين تحدث حسب الإحصائيات العالمية بنسبة (1 : 250,000) حالة، وقد تؤدى إلى الوفاة ويتم إجراء يوميا أكثر من 40 حالة فحص بأشعة الفلوريسين للشبكية بالمستشفى على مدار أكثر من 20 عاما".

وأكدت إدارة المستشفى استعدادها التام للتعاون الكامل مع جميع الجهات الرقابية المنوطة بإجراء التحقيق للوقوف على ما تم اتباعه من إجراءات طبية أثناء علاج المريضة.

تعليقات القراء