«إندهولي البت بتاعة العيال» .. حياة «أبلة فضيلة» من البداية لـ «توتة توتة خلصت الحدوتة»

الموجز

تخرجت أبلة فضيلة من كلية الحقوق، لكنها في عام 1953 قابلت الإذاعي "بابا شارو" واسمه الحقيقي محمد محمود شعبان وأعربت له عن أمنيتها في أن تكون يوما ما مذيعة للأطفال.

وتم تعيينها في الإذاعة التي كانت تابعة حينها لوزارة المواصلات، وكانت البداية في قراءة النشرة، وبعد تدريب وعمل على مدار ست سنوات انتقلت للعمل في التليفزيون.

النشأة :

وُلدت فضيلة توفيق “أبلة فضيلة” في القاهرة، يوم 4 إبريل عام 1929، ونشأت في أسرة من الطبقة العليا تسكن في شارع الملكة نازلي، كان الأب مصري والأم تُركية، ونالت هي وإخواتها الثلاثة عناية كبيرة منهم، وتقول “فضيلة” في لقاءها مع الراحل الدكتور إبراهيم الفقي في برنامج “لقاء مع شخصية ناجحة” الذي كان يذاع على فضائية art: ” أبونا وأمُنا حبوا يطلعوا كل واحد زي ما هو عايز، ولذلك هتلاقي إننا كلنا مختلفين، في الأخ درس الحقوق، وأخت بتغني “سوبرانو” في إيطاليا، وأختي التالتة هي مُحسنة توفيق الممثلة المعروفة، لكنها كانت منخرطة في السياسة وتم اعتقالها في أحد السنين، فحبينا ننسيها السياسة بالتمثيل”.

وأضافت قائلة: “أنا أهلي ربوني كويس فبحب الناس كلها تكون متربية”، وتذكرت موقف حينما عاقبها والدها وهي صغيرة بعد أن قامت بالسخرية من الصبي الذي يعمل لديهم ووصفته بأنه “بربري”، وأجبرها على تناول الطعام مع ذلك الصبي في المطبخ، حيث قال لها: “إنتي هتقعدي في المطبخ تاكلي مع البربري”، وبعد مدة من العقاب قال لها:”دا بيتعب وبيخدمك ليه تقوليله حاجة زي كدة”، وعلقت “فضيلة” قائلة: “ودلوقتي مابعرفش أشتم حد”.

التحقت “فضيلة” بمدرسة “العباسية الإبتدائية، التي ظهرت فيها أولى ملامح شخصيتها، حينما اعترضت على ضرب مدرس اللغة العربية لها ظلمًا، والذي قابل ذلك الاعتراض بطردها في كل حصة إلى أن فوجىء بدرجة امتحانها التي كانت الأعلى من بين زملاءها، فسألها عن السبب في حيرة لتجاوبه “فضيلة” قائلة: “أنا أخدت أعلى درجة علشان مكنتش بحضر الحصة”، فطردها مرة آخرى.

ماما فضيلة

طلبت “فضيلة” من بابا شارو، مذيع برامج الأطفال، أن تصبح مقدمة للأطفال، لكنه قال لها: “محدش بيقدم الأطفال غيري”، فبدئت كمذيعة ربط وقارئة للنشرة، لكن في عام 1959 انتقل “بابا شارو” إلى التلفزيون، لتصبح بعد ذلك هي مذيعة الأطفال الأشهر “أبلة فضيلة”.

رفضت أن يتم تسميتها بـ “ماما فضيلة”، وفضلت أن تسمي نفسها “أبلة فضيلة”، لأن كلمة “أبلة” في اللغة التركية تعني “أختنا الكبرى”، وقالت: “مبحبش لقب ماما فضيلة محدش بياخد مكان مامة حد، الأم هي اللي ولدت وتعبت وربت، محدش ياخد منها اللقب، إنما أنا عاوزة أكون أختهم الكبيرة”.

درست بعد ذلك رياض الأطفال، وحصلت على عدة دورات تدربيىة، إلى أن حصلت على منصب “مدير عام البرامج الإذاعية للأطفال في الفترة من 1970 إلى ، وقدمت في برنامجها الكثير من الأطفال الموهوبين ومنهم صفاء أبو السعود، وهاني شاكر، ومدحت صالح، بالإضافة إلى تقديمها لبرنامج “س و ج” الذي كان تدور فكرته حول استضافة شخصية معروفة في كل المجالات لتعطي نصائح للأطفال، لتنمية مهاراتهم واستيعابهم في الحياة، وفي إحدى المرات طلبت منها شخصية رفيعة المستوى أن تظهر للأطفال في التلفزيون، إلا أنها رفضت قائلة: “أنا الإضاءة بتتعبني، والمذيع بمجرد مابيكبر بيبقى خلاص دوره انتهى”، ونالت وسام الاستحقاق من رئيس الجمهورية.

وبعد سنوات من تقديمها لبرنامج الأطفال “غنوة وحدوتة”، أصبحت صاحبة الصوت الإذاعي الأشهر، لدرجة أن سائقي التاكسي كانوا يمتنعون عن أخذ الأجرة بعد سماع نبرة صوتها، إلا أنها كانت تسألهم إذا كان لديهم أولاد أم لا وتقول لهم: “خلي الفلوس دي للأولاد”، وفي إحدى المرات وهى تقود سيارتها حدث وأن حصل مشادة كلامية بينها وبين أحد السائقين حينما كسر بسيارته عليها ووجه لها “شتيمه”، إلا أنها عرفته بنفسها فطلب منها على الفور أن تسامحه لكنها رفضت قائلة له: “لوسامحتك هتأذي غيري وتشتمهم”، فرد عليها قائلاً: “سامحيني أنا مش هشتم حد تاني أبدا”.

إندهولي البت بتاعة العيال

وتحكي “الأبلة” في حلقة برنامج “البيت بيتك” على فضائية ten، عن بداية صداقتها مع كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، حيث أن ابن أخت أم كلثوم كان يعمل مهندس في الإذاعة، فأخبرته “الأبلة” أنها تحب أم كلثوم جدا، فقام ذلك المهندس باخبار “أم كلثوم” أن فضيلة تحبها فطلبت منه أن يحضرها لها، لكن “فضيلة” رفضت قائلة: “اللي عاوز يشوفني يجيلي”، ففوجئت بمجيء أم كلثوم في غرفة مدير الإذاعة وقالت لهم: “إندهولي البت بتاعة العيال”، ومن هنا بدئت تربطهم صداقة طيبة، إلى أن مرضت أم كلثوم وطلبت فضيلة من المهندس أن تزورها لكنه رفضت قائلا: “لو شافتك هتعيط”.

https://youtu.be/pTayH0ubfzo

تعليقات القراء